الجمعة، 21 ديسمبر 2012

نظم الدرر في بيان مفهوم القضاء والقدر | موقع المختار الإسلامي

هل يحتفل المسلم بالمولد النبوي؟ - عقيدة وتوحيد - موقع آفاق الشريعة - شبكة الألوكة

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

إمتاع الزكي بضرورة تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

إمتاع الزكي بضرورة تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم




الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو الرد على فرية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان رجلاً مزواجاً وصاحب شهوة؛ لأنه تزوج بأكثر من امرأة.
وهذه فرية يغني فسادها عن إفسادها، وبطلانها عن إبطالها فلو كان تعدد زوجاته - صلى الله عليه وسلم - قدحاً في نبوته ما سكت أعداء الدين عنه رغم أنهم كانوا يتربصون به الدوائر لكي يصدوا الناس عن دعوته فالعدو يقصد لدفع قول عدوه بكل ما قدر عليه من المكايد.
ولما لم يطعن الأعداء فيه - صلى الله عليه وسلم - من خلال تعدده للزوجات دل ذلك على أن هذا أمر طبيعي عند العرب. ولو فرض أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج امرأة لقضاء الوتر من الشهوة، والتمشي مع ما تقتضيه الفطرة لم يكن ذلك قصوراً في مقام النبوة.
ولو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج من أجل قضاء الوتر لاختار الأبكار الشابات باهرات الجمال، وأول امرأة تزوجها خديجة - رضي الله عنها - كانت أكبر منه بخمسة عشرة عاماً فقد كان في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت في الأربعين من عمرها فهل هذا من صفات الرجل الشهواني؟! وغالب من تزوجهن النبي - صلى الله عليه وسلم - كن كبيرات السن فهل هذا من صفات الرجل الشهواني؟!، وبدء تزوج النبي- صلى الله عليه وسلم - زوجاته كان بعد الثالثة والخمسين من عمره فهل الرجل الشهواني يصبر عن النساء حتى هذا السن؟!.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - زُوج، ولم يتزوج كزواجه من زينب بنت جحش حيث كانت زوجة لزيد بن ثابت فعايرته بنسبه، وأنه عبد، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم - يأمره بالصبر حتى طلقها فأمره الله بالزواج منها. قال -تعالى-: ( َإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً)[الأحزاب: 37)] لتحريم عادة التبني، ولبيان أن الذي قد تبنى أحداً يحل له أن يتزوج زوجة الذي تبناه..
والسيدة عائشة - رضي الله عنها - قد رآها - صلى الله عليه وسلم - في المنام مرتين ورؤيا الأنبياء حق.
وتعدد زوجات النبي- صلى الله عليه وسلم - كان سنة الأنبياء قبله فقد تزوج إبراهيم - عليه السلام - ثلاث زوجات، وتزوج موسى - عليه السلام - بأربع، وتزوج داود - عليه السلام - بسبع.
وتعدد زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ضرورة من أجل الرسالة لتكثير من يشاهد أحواله - صلى الله عليه وسلم - الباطنة فينتفي عنه ما يظن المشركون أنه ساحر فالزوجات أعلم بأزواجهن. وتعدد زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ضرورة لتكثير عشيرته فيزداد أعوانه على من يحاربه، وتعدد زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ضرورة لتوثيق الصحبة بينه وبين أصحابه، فالزواج من عائشة يوثق العلاقة بينه وبين أبي بكر، والزواج من حفصة لتوثيق العلاقة بينه وبين عمر بن الخطاب.
وتعدد زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ضرورة لإعانة الأرامل، فزواجه من ميمونة - رضي الله عنها - كان ضرورة فهي كانت أرملة كبيرة السن تحتاج لمن يرعاها، وأيضاً قرابتها متشعبة في بني هاشم و ببني مخزوم.
وسودة بنت زمعة - رضي الله عنها - كانت من زوجات أحد المحاربين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتزوجها من أجل رعايتها وإكرام زوجها الذي كان يحارب معه.
وأم سلمة - رضي الله عنها - تزوجها إكراماً لزوجها المدافع عن الإسلام، وكفالة لأولادها، ولرعايتها فهي تحتاج إلى من يرعاها.
وأم حبيبة- رضي الله عنها - تزوجها إكراماً لها، و لإعانتها ورعايتها، و حتى لا ترجع إلى أهل الكفر..
وزينب بنت خزيمة - رضي الله عنها - تزوجها إكراماً لزوجها المدافع عن الإسلام ولإعانتها ورعايتها فهي تحتاج إلى من يرعاها..
وتعدد زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ضرورة لتحقيق مصالح تشريعية ولانتشار الشريعة بأكثر من شخص، فالزواج من السيدة زينب بنت جحش- رضي الله عنها - كان لإبطال عادة التبني، وجواز تزوج المتبني لزوجة المتبنى، وقد روت السيدة زينب بنت جحش -رضي الله عنها- تسعة أحاديث..
أما الزواج من السيدة عائشة - رضي الله عنها - كان لإبطال عادة التآخى، وقد روت السيدة عائشة - رضي الله عنها - 2210 حديثاً.
والزواج من أم سلمة - رضي الله عنها - كان للعلم بأن الثيب لها ثلاثة أيام والبكر لها سبعة أيام، وقد روت 378 حديثاً، وميمونة - رضي الله عنها - روت 76 حديثاً.
وأم حبيبة- رضي الله عنها - روت 65 حديثا، وحفصة -رضي الله عنها- روت 60 حديثاً. وجويرية -رضي الله عنها- روت خمس أحاديث، فكان تعدد زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- ضرورة لتخريج مجموعة من النساء تعلم النساء الأخرى الأمور التي يخجلن من ذكرها..
وتعدد الزوجات كان ضرورة لتحقيق مصالح سياسية ككسب تأييد القبائل.
وكان الزواج من أم حبيبة - رضي الله عنها - لكي لا ترجع إلى الكفر بتعذيب أهلها لها.
وكان الزواج من جويرية - رضي الله عنها - حتى تهتدي قبيلتها فيكثر سواد المسلمين.
وكان الزواج من ميمونة - رضي الله عنها -؛ لأن قرابتها كانت متشعبة في بني هاشم.
وتعدد زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ضرورة لإظهار كمال عدله في معاملته مع زوجاته فتقتدي الأمة به..
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..

هل قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ يستلزم حرية تطبيق الشريعة و حرية تحكيم الشرع ؟‏

هل قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ يستلزم حرية تطبيق الشريعة و حرية تحكيم الشرع ؟‏

زعم البعض أن قول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ ينفي وجوب تطبيق الشريعة و ينفي وجوب تحكيم الشريعة ، و أن للإنسان الحرية في أن يطبق شرع الله أو لا يطبقه ، و هذه فرية يغني فسادها عن إفسادها فحرية اختيار الدين ليس معناها حرية الالتزام بأحكام الدين .


و المراد بالدِّينِ في هذه الآية المعتقد و الملة ، بقرينة قوله سبحانه وتعالى : ﴿ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ﴾ أي لا إكراه على اعتقاد الدين أو لا إكراه على دخول الدين و ليس المعنى لا إكراه على التزام أحكام الدين .



و الذي قال : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ هو الذي قال تعالى : ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴾ ( سورة المائدة الآية 49 )


و الذي قال : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ هو الذي قال تعالى : ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا ﴾ (سورة الأحزاب الآية 36 )


و قال الشعراوي – رحمه الله - « والحق - تبارك وتعالى - يقول: ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدين قَد تَّبَيَّنَ الرشد مِنَ الغي ... ﴾ لأنني لا أُكرهك على شيء إلا إذا كنتَ ضعيف الحجة، وما دام أن الرشدْ بيِّن والغيّ بيِّن، فلا داعي للإكراه إذن.


لكن البعض يفهم هذه الآية فهماً خاطئاً فحين تقول له: صَلِّ يقول لك ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدين ... ﴾ ونقول له : لم تفهم المراد ، فلا إكراه في أصل الدين في أنْ تؤمن أو لا تؤمن ، فأنت في هذه حُرٌّ ، أما إذا آمنتَ وأعلنتَ أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فليس لك أن تكسر حَدّاً من حدود الإسلام ، و فَرْق بين ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ و ( لا إكراه في التدين) » .

و عجبا لمن يرفض أن تقيد حريته بعدم فعل ما نهت عنه شريعة الإسلام ، و ما يؤدي إلى الإضرار بالآخرين في ظل دولة الإسلام ،و في الوقت نفسه يقبل أن تقيد حريته بعدم فعل ما نهت عنه أي دولة كافرة يذهب إليها ، و ما يؤدي إلى الإضرار بأهل تلك الدولة ، وكأن تشريع الدول الكافر أولى بالقبول من شرع الله .


و الحريّة في أي مجتمع و في أي دولة ليست حريّة مطلقة إنّما حريّة مشروطة تحدّها ضوابط وقيود ،غير مسموحٍ للفرد بتجاوزها فثمّة قيود أخلاقيّة وسياسيّة وقانونيّة واجتماعيّة وثقافيّة و دينية فلما عند الدين و التزام أحكامه يريدون الانحلال ؟!! .


و من أراد أن يدخل في الإسلام فعليه أن يعرف قبل دخوله أنه سيكلف بتكاليف و سيلتزم بعهد إذا خالفه عرض نفسه للعقاب، كما أنه في قوانين الدول إذا طلب شخص الجنسية من دولة ما من الدول و ومنحها فإنه بقدر ما يحظى بمزايا تلك الجنسية لابد وأن يتحمل تبعات ويلتزم بقوانين تلك الدولة، ومن خالف عوقب، ولا يقال بأن له مطلق العنان والحرية في أن يفعل ما يشاء ، ودين الله أعظم قدرا و أعلى منزلة من هذه القوانين البشرية .

و الإسلام عقيدة و عمل و ليس عقيدة فقط فكما يجب الالتزام بعقيدته لابد من الالتزام بأحكامه .

و لو كان هناك حرية في اختيار الالتزام بالدين لما كان للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر معنى ، و لو كان هناك حرية في اختيار الالتزام بالدين لما كان للتعاون على البر و التقوى و عدم التعاون على الإثم و العدوان معنى .

هل قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ يستلزم حرية الردة و عدم عقوبة المرتد ؟‏

هل قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ يستلزم حرية الردة و عدم عقوبة المرتد ؟





زعم البعض أن قول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ ينفي حد الردة ، و بعض المغرضين زعم أن قول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ يتعارض مع حد الردة ، و هذه فرية يغني فسادها عن إفسادها فحرية اختيار الدين ليس معناها حرية الردة و حرية الخروج من الدين و حرية التلاعب بالدين.

 

و كما ثبت عندنا آية ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ ثبت عندنا قول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : « مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ » ، و إذا كان الإنسان له الحق في اختيار دين الإسلام فالإسلام الذي اختاره اشترط عليه عدم جواز الخروج منه و أن عقوبة الخروج عنه القتل .


و من أراد أن يدخل في الإسلام فعليه أن يعرف قبل دخوله أنه سيكلف بتكاليف و سيلتزم بعهد إذا خالفه عرض نفسه للعقاب، كما أنه في قوانين الدول إذا طلب شخص الجنسية من دولة ما من الدول و ومنحها فإنه بقدر ما يحظى بمزايا تلك الجنسية لابد وأن يتحمل تبعات ويلتزم بقوانين تلك الدولة، ومن خالف عوقب، ولا يقال بأن له مطلق العنان والحرية في أن يفعل ما يشاء.



و قال الشعراوي – رحمه الله - « من حكمة الإسلام أن يعلن حكم الردة لمن أراد أنْ يؤمن، نقول له قف قبل أن تدخل الإسلام، اعلم أنك إنْ تراجعت عنه وارتددتَ قتلناك، وهذا الحكْم يضع العقبة أمام الراغب في الإسلام حتى يفكر أولاً، ولا يقدم عليه إلا على بصيرة وبينة » .

و الردة عدوان على المجتمع كله ففيها إشاعة الفساد و أي فساد أعظم من الكفر بالله و الردة فيها شق عصى الدولة الإسلامية و تحريض على الخروج منها أي تحريض على هدم المجتمع الإسلامي و الردة عدوان على نفس المرتد لذلك شرع الإسلام قتل المرتد بعد الاستتابة لإصلاح الفرد ، و لحماية المجتمع الإسلامي وصيانة نظامه من الانهدام .


و إن الواحد منا ليتعجب إذا كان هناك عقوبات في القوانين الوضعية كخيانة الدولة تستحق الإعدام فلما يعترض على الشرع أنه جعل الردة عقوبة تستحق الإعدام أدين الله أهون من خيانة الدولة ما لهؤلاء كيف يحكمون ؟!!.

هل قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ يستلزم نفي جهاد الطلب و يستلزم عدم جهاد الكفار ؟‏

هل قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ يستلزم نفي جهاد الطلب و يستلزم عدم جهاد الكفار ؟ 




زعم البعض أن قول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ ينفي جهاد الطلب ، وبعض المغرضين زعم أن قول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ يتعارض مع تشريع الجهاد ، وهذه فرية يغني فسادها عن إفسادها فقول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ ليس معناه عدم جهاد الكافرين و عدم قتال الكافرين و سبب نزول الآية يجلي ذلك و يوضحه .


و قد قال ابن عباس – رضي الله عنه - « كانت المرأة تكون مقلاتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا : لا ندع أبناءنا فأنزل الله - عز وجل - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ﴾ » فالآية نزلت في النهي عن الإكراه على الدخول في الإسلام ، و لا علاقة لها بجهاد الكفار أو عدم جهادهم .


و الذي نزل عليه قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ هو الذي نزل عليه : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَلاَ عُدوَانَ إِلاَّ عَلَىٰ الظَّالِمِينَ ﴾ ( سورة البقرة الآية 193 ) و هو الذي نزل عليه قوله تعالى : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ( سورة الأنفال الآية 39 ) و هو الذي نزل عليه قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ ( سورة براءة الآية رقم 9 )


و الذي نزل عليه قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ هو الذي قال : « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ » .


و الذي نزل عليه قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ قد جاهد الكفار بنفسه و جاهد الصحابة معه و بعدما مات جاهد الصحابة و فتحوا البلاد .


و قال السعدي – رحمه الله – : « و لا تدل الآية الكريمة على ترك قتال الكفار المحاربين ، و إنما فيها أن حقيقة الدين من حيث هو موجب لقبوله لكل منصف قصده إتباع الحق، وأما القتال وعدمه فلم تتعرض له، وإنما يؤخذ فرض القتال من نصوص أخر » .


و قتال الكفار ليس الغرض منه إجبارهم على الإسلام لكن قتال الكفار وسيلة لتبليغ الإسلام عند وجود من يحول بين الناس و دعوة الإسلام إذ لا يمكن نشر الإسلام في كافّة أنحاء العالم ، مع وجود الطّغاة و القتلة الذين يسعون للسيطرة على العالم لأجل أطماعهم الفاسدة ، و لذلك نجد النصوص الشرعية تذكر لفظ الجهاد أو القتال ، و الجهاد و القتال إنما يكون بين جيشين جيش الإسلام وجيش الكفار ، ولا يكون جيش بلا أمير ، والأمير يكون إما رئيس الدولة الكافرة أو مكلف من قبله .


و قال الشعراوي – رحمه الله - : « فالقتال لم يشرع لفرض منهج، إنما شُرع ليفرض حرية اختيار المنهج، بدليل قول الحق : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ﴾ ، و على ذلك فالإسلام لا يفرض الدين، ولكنه جاء ليفرض حرية الاختيار في الدين، فالقُوَى التي تعوق اختيار الفرد لدينه، يقف الإسلام أمامها لترفع تسلطها عن الذين تبسط سلطانها عليهم ثم يترك الناس أحراراً يعتنقون ما يشاءون، بدليل أن البلاد التي فتحها الإسلام بالسيف، ظل فيها بعض القوم على دياناتهم. فلو أن القتال شُرع لفرض دين لما وجدنا في بلد مفتوح بالسيف واحداً على غير دين الإسلام » .


و من حق جميع الناس أن يبلغ إليهم الإسلام , وألا تقف عقبة أو سلطة في وجه التبليغ بأي حال من الأحوال .


و لذلك من حكم جهاد الكفار إزالة الحواجز التي تعيق وصول الدعوة إلى الناس لإنقاذهم من النار ، و الجهاد و القتال لا يكون إلا بعد دعوة و إنذار فكون المسلمون يقاتلون أي أن دولة الكفر رفضت الدعوة و أبت وصول الحق للناس فكان لابد من القتال لردع الظلم و نشر الحق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أي حق أعظم من حق الله على العباد أن يعبدوه و أي منكر أعظم من الكفر و الشرك و أي جرم أعظم من منع نشر دين الله في الأرض أي أن قتال الكفار من باب استخدام القوة عند تعذر الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة فجهاد المسلمين يعتبر قوة تدافع عن الدين الحق بالحق لله الحق قوة تعرض الإسلام و إن كلفها ذلك الوقت و الحياة و المال.



و قال الشيخ محماس الجلعود : « الحقيقة أن الإسلام يقوم على قاعدة ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ﴾ ولذلك انطلق بالسيف مجاهدًا ليوفر للناس الضمان الحقيقي لحرية الاعتقاد، وليحطم الأنظمة التي تكره الناس على الباطل وتمنع وصول الحق إليهم، ليبقى الناس أحرارًا في اختيار العقيدة التي يريدونها.


إن شاءوا دخلوا في الإسلام فكان لهم ما للمسلمين من حقوق، وعليهم ما عليهم من واجبات، وكانوا إخوانًا في الدين للمنتمين إلى الإسلام، وإن شاءوا بقوا على عقائدهم وأدوا الجزية، إعلانًا عن استسلامهم في انطلاق الدعوة الإسلامية بينهم بلا مقاومة، ومشاركة منهم في نفقات الدولة المسلمة التي تحميهم من اعتداء المعتدين عليهم، وتكفل لهم الحقوق العامة في ظل منهج الإسلام


إن الإسلام لم يكره فردًا على تغيير عقيدته، كما فعلت الصليبية على مدار التاريخ في الأندلس قديمًا وزنجبار حديثًا، لتكرههم على التنصر وأحيانًا لا تقبل منهم حتى التنصر فتبيدهم لأنهم مسلمون » .


و من حكم جهاد الكفار حماية من دخل في الإسلام من أن يؤذي من قبل الذين كفروا الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَلاَ عُدوَانَ إِلاَّ عَلَىٰ الظَّالِمِينَ ﴾ و لو جاهد المسلمون لشاع الأمان في البلاد وبين العباد ؛ لأن رهبة العدو من المسلمين لا تجعله يتجرأ على خوض معارك لا يقدر عليها ؛ ولن يعيش العالم في أمان إلا إذا ساده الإسلام.

و قال الشعراوي – رحمه الله - : « السيف ما جاء إلا ليحمي اختيار المختار، فلي أنْ أعرض ديني ، وأنْ أُعلنه و أشرحه، فإنْ منعوني من هذه فلهم السيف، وإنْ تركوني أعلن عن ديني فهم أحرار، يؤمنون أو لا يؤمنون .


إنْ آمنوا فأهلاً وسهلاً، وإنْ لم يؤمنوا فهم أهل ذمة، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ويدفعون الجزية نظير ما يتمعون به في بلادنا، وعليهم ما علينا، وما نُقدِّمه لهم من خدمات، وإلا فكيف نفرض على المؤمنين الزكاة ونترك هؤلاء لا يقدمون شيئاً؟


لذلك نرى الكثيرين من أعداء الإسلام يعترضون على مسألة دَفْع الجزية، ويروْنَ أن الإسلام فُرِض بقوة السيف، وهذا قول يناقض بعضه بعضاً، فما فرضنا عليكم الجزية إلا لأننا تركناكم تعيشون معنا على دينكم، ولو أرغمناكم على الإسلام ما كان عليكم الجزية » .

و من حكم جهاد الكفار أن يظهر دين الإسلام فوق كل الشرائع و الأديان الأخرى و يكون للإسلام السيادة فيحكم الأرض و يسود العدل قال الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ، و قال الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ ( سورة الصف الآية رقم 9 )


و من حكم جهاد الكفار تقوية شوكة الدولة الإسلامية فلا يلين لها جانب, ولا يستطيع أحد أن ينال من عزتها وكرامتها و يحمى من فيها إذ كره الكفار للإسلام و أهله تجعلهم لا يهدأ لهم بال ولا يَقِرّ لهم قرار , إلا بإذاء الإسلام وأهله و النيل من مقدساته ، و القوة حقٌ مشروعٌ لردع الظالمين العابثين و لرهب من يريد إذاء الإسلام و أهله و لحماية من تحت سلطة الإسلام و لحماية أهل الإسلام قال الله – سبحانه و تعالى – : ﴿ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ ﴾ ( سورة البقرة من الآية 217 ).


و أعداء الإسلام منذ توقف الفتوحات الإسلامية وهم يحاربون الإسلام والمسلمين ابتداء من الحروب الصليبية ثم الاستعمار والاحتلال ، و الجرائم البشعة مثل مذبحة دير ياسين و مذبحة صبرا و شاتيلا و مذبحة بحر البقر .



و قال الشيخ المراغي : « و ما غلب المسلمون في العصور الأخيرة و ذهب أكثر ملكهم إلا لأنهم تركوا الاهتداء بهدى دينهم وتركوا الاستعداد المادي والحربي الذي طلبه الله بقوله : ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ و اتكلوا على خوارق العادات وقراءة الأحاديث والدعوات، وذلك ما لم يشرعه الله ولم يعمل به رسوله- إلى أنهم تركوا العدل والفضائل وسنن الله في الاجتماع التي انتصر بها السلف الصالح، وأنفقوا أموال الأمة والدولة فيما حرم الله عليهم من الإسراف فى شهواتهم .


و على العكس من ذلك اتبع الإفرنج تعاليم الإسلام فاستعدوا للحرب واتبعوا سنن الله في العمران فرجحت كفّتهم ، و لله الأمر .


و ما مكّن الله لسلف المسلمين من فتح بلاد كسرى وقيصر وغيرهما من البلاد إلا لما أصاب أهلها من الشرك وفساد العقائد في الآداب و مساوي الأخلاق و العادات و الانغماس في الشهوات و إتباع سلطان البدع والخرافات- فجاء الإسلام وأزال كل هذا و استبدل التوحيد والفضائل بها، ومن ثم نصر الله أهله على الأمم كلها.


ولما أضاع جمهرة المسلمين هذه الفضائل واتبعوا سنن من قبلهم في إتباع البدع والرذائل وقد حذرهم الإسلام من ذلك، ثم قصروا فى الاستعداد المادي والحربي للنصر في الحرب عاد الغلب عليهم لغيرهم ومكنّ لسواهم في الأرض: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ أي الصالحون لاستعمارها والانتفاع بما أودع فيها من كنوز وخيرات » .


و الخلاصة أن عدم الإكراه على الدخول في الإسلام لا يستلزم عدم القتال و الجهاد ؛ لأن حرية اختيار الدين لا تعني عدم الحاجة لإبلاغ الدين ، و حرية اختيار الدين لا تعني عدم نشر الدين ، و حرية اختيار الدين لا تعني عدم حماية الدين و أهله من أعدائه .

هل حرية اختيار الدين حرية مطلقة ؟‏

هل حرية اختيار الدين حرية مطلقة ؟ 


كون الإنسان لا يجبر على الدخول في الدين الحق ليس معنى هذا أن تخييره مجرد بل إن اختار الإنسان الكفر عن الإيمان استحق ما توعد به الله الكفار من العذاب فليس معنى حرية الاختيار أن يفعل الإنسان الحرام أو أن يكفر و أمثال هذا كثير .
مثل قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ( سورة فصلت الآية 40 ) أي إن الذين يميلون عن الحق في حججنا تكذيبا بها و جحودا لها - نحن بهم عالمون لا يخفون علينا ، و نحن لهم بالمرصاد إذا وردوا علينا ، وسنجازيهم بما يستحقون ولا يخفى ما في ذلك من شديد الوعيد كما يقول الملك المهيب: إن الذين ينازعوننى فى ملكى أعرفهم ولا شك، فهو يريد تهديدهم وإلقاء الرعب في قلوبهم .
و قوله تعالى : ﴿ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ ( سورة الأنعام الآية 135 ) أي قل -أيها الرسول-: يا قوم اعملوا على طريقتكم فإني عامل على طريقتي التي شرعها لي ربي جل وعلا فسوف تعلمون -عند حلول النقمة بكم- مَنِ الذي تكون له العاقبة الحسنة؟ إنه لا يفوز برضوان الله تعالى والجنة مَن تجاوز حده وظلم، فأشرك مع الله غيره .
و قوله تعالى : ﴿ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ ( سورة الزمر الآية 15 ) أي : فاعبدوا أنتم -أيها المشركون- ما شئتم من دون الله من الأوثان و الأصنام وغير ذلك من مخلوقاته ، فلا يضرني ذلك شيئًا. و هذا تهديد ووعيد لمن عبد غير الله ، و أشرك معه غيره .
و من أمثلة الواقع أنك تقول لابنك أنت حر في أن تذاكر أو لا تذاكر لكن إن لم تنجح في الامتحان سأعاقبك أو أهْمِلْ دروسك ، و سترى عاقبة ذلك أو أمضِ وقتك في اللعب واللهو فسوف ترى عاقبة ذلك .
و الذي قال ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ هو الذي قال ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ ( سورة الكهف الآية 29 ) وقل لهؤلاء الغافلين: ما جئتكم به هو الحق من ربكم، فمن أراد منكم أن يصدق ويعمل به، فليفعل فهو خير له، ومن أراد أن يجحد فليفعل، فما ظَلَم إلا نفسه. إنا أعتدنا للكافرين نارًا شديدة أحاط بهم سورها، وإن يستغيث هؤلاء الكفار في النار بطلب الماء مِن شدة العطش، يُؤتَ لهم بماء كالزيت العَكِر شديد الحرارة يشوي وجوههم. قَبُح هذا الشراب الذي لا يروي ظمأهم بل يزيده، وقَبُحَتْ النار منزلا لهم ومقامًا. وفي هذا وعيد وتهديد شديد لمن أعرض عن الحق، فلم يؤمن برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يعمل بمقتضاها .

لماذا لا يكره الإنسان على الدخول في الإسلام ؟‏


لماذا لا يكره الإنسان على الدخول في الإسلام ؟  http://www.ejabh.com/question-20930


قال – سبحانه وتعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ﴾
و قد دلت الآية الكريمة أن السبب في النهي عن إكراه الناس على دخول دين الإسلام هو وضوح الدين و ظهوره أي: لظهور أدلة الدين وبراهينه فلا يكره إنسان على أن يعتنق الإسلام وإنما يعتنقه الإنسان بإرادته واختياره .
و لو دخل الناس في الإسلام بالإكراه لخذلوا الإسلام ونصروا أعداء الإسلام في أي فرصة تلوح لهم .
و دخول الإسلام أجلّ نعمة للإنسان ،و عبادة الإنسان لله أشرف شيء يفعله ،و النعمة لا تُفرض بالقوة ، بل تعطى لمن يستحقها و النفوس الطيبة تسارع إلى النعم الجليلة و الأعمال الشريفة .
و قال ابن عاشور : « فَإِنَّ الْتِزَامَ الدِّينِ عَنْ إِكْرَاهٍ لَا يَأْتِي بِالْغَرَضِ الْمَطْلُوبِ مِنَ التَّدَيُّنِ وَهُوَ تَزْكِيَةُ النَّفْسِ وَتَكْثِيرُ جُنْدِ الْحَقِّ وَالصَّلَاحُ الْمَطْلُوبُ » التحرير و التنوير لابن عاشور 9/7 .
و قال الزحيلي : « اعتناق الإسلام ينبغي أن يكون عن اقتناع قلبي واختيار حر، لا سلطان فيه للسيف أو الإكراه من أحد ، و ذلك حتى تظل العقيدة قائمة في القلب على الدوام ، فإن فرضت بالإرغام و السطوة ، سهل زوالها وضاعت الحكمة من قبولها » الفقه الإسلامي و أدلته 8/6209 .
و قال الشيخ أبو زهرة – رحمه الله - : « الله سبحانه وتعالى ينهى عن الإكراه في الدين، وحمل الناس عليه بقوة السيف حتى لَا يكثر النفاق و المنافقون . و كثرة المنافقين ، و إن كثر عدد المسلمين في الظاهر، تفسد جماعتهم في الحقيقة والواقع » زهرة التفاسير 2/948.

هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية؟ - عقيدة وتوحيد - موقع آفاق الشريعة - شبكة الألوكة

السبت، 15 ديسمبر 2012

لماذا غلب المسلمون فى العصور الأخيرة وذهب أكثر ملكهم ؟

قال الشيخ المراغي :  و ما غلب المسلمون فى العصور الأخيرة وذهب أكثر ملكهم إلا لأنهم تركوا الاهتداء بهدى دينهم وتركوا الاستعداد المادي والحربي الذي طلبه الله بقوله: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ واتكلوا على خوارق العادات وقراءة الأحاديث والدعوات، وذلك ما لم يشرعه الله ولم يعمل به رسوله- إلى أنهم تركوا العدل والفضائل وسنن الله فى الاجتماع التي انتصر بها السلف الصالح، وأنفقوا أموال الأمة والدولة فيما حرم الله عليهم من الإسراف فى شهواتهم   .
 
وعلى العكس من ذلك اتبع الإفرنج تعاليم الإسلام فاستعدوا للحرب واتبعوا سنن الله فى العمران فرجحت كفّتهم، ولله الأمر .
 
وما مكّن الله لسلف المسلمين من فتح بلاد كسرى وقيصر وغيرهما من البلاد إلا لما أصاب أهلها من الشرك وفساد العقائد فى الآداب ومساوى الأخلاق والعادات والانغماس فى الشهوات واتباع سلطان البدع والخرافات- فجاء الإسلام وأزال كل هذا واستبدل التوحيد والفضائل بها، ومن ثم نصر الله أهله على الأمم كلها.
 
ولما أضاع جمهرة المسلمين هذه الفضائل واتبعوا سنن من قبلهم فى اتباع البدع والرذائل وقد حذرهم الإسلام من ذلك، ثم قصروا فى الاستعداد المادي والحربي للنصر فى الحرب عاد الغلب عليهم لغيرهم ومكنّ لسواهم فى الأرض: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ أي الصالحون لاستعمارها والانتفاع بما أودع فيها من كنوز وخيرات   ( تفسير المراغي 9/ 208 – 209 ).
 
 
 

الجمعة، 14 ديسمبر 2012


 
هل إتباع السلف تشدد و تعسير على الناس ؟



عجبا لمن يقولون إتباع السلف تشدد و تعسير على الناس و عدم رأفة بالناس مع أن إتباع السلف عين الرحمة بهم إذ ما أجمع عليه السلف فلا يصح معارضته ؛ لأن الأمة لا تجتمع على باطل و لا تجتمع على ترك حق


و كون السلف اتبعوا الله – سبحانه و تعالى - و رسوله - صلى الله عليه و سلم - في ترك جميع البدع الدينية فهذا رحمة بالناس حتى يعملوا ما يصح و يقبل ، و ليس ما تشتهيه أنفسهم بعقولهم القاصرة .


وكون السلف اتبعوا الله – سبحانه و تعالى - و رسوله - صلى الله عليه و سلم - في تحريم ما حرم الله و رسوله - صلى الله عليه و سلم - و تحليل ما أحل الله– سبحانه و تعالى - و رسوله - صلى الله عليه و سلم - فهذا رحمة بالناس حتى لا يقعوا فيما حرم الله – سبحانه و تعالى - فيدخلوا النار ، و الله– سبحانه و تعالى - لم يحرم شيئا إلا لحكمة و فائدة تعود على المكلف ففعل الحرام يفوت على الناس مصالح و أشد منه أنه يسبب غضب الله الملك المنتقم الجبار المتفضل علينا بالنعم و نحن نبارزه بالمعاصي ،و تحريم الحرام الخبيث من إحسان الله على العباد بمنع ما يضرهم .

و كون السلف اتبعوا سنة الرسول - صلى الله عليه و سلم في فعل المندوبات ، و عضوا عليها بالنواجذ كالصيام المسنون و الصلاة المسنونة و كثرة الاستغفار و الذكر و السواك و تقصير ثياب الرجل فهذا يزيد في كمال إيمان الناس ، و جزاء إتباع سنة إتباع سنة مثلها كما أن جزاء حسنة حسنة مثلها ، و إتباع السنن من علامات محبة الرسول - صلى الله عليه و سلم و محبة الرسول - صلى الله عليه و سلم من علامات محبة الله - سبحانه و تعالى – و كفى بهذه فائدة .

و كون السلف اتبعوا سنة الرسول - صلى الله عليه و سلم في ترك المكروهات ؛ لأن ترك المكروهات فيه حفاظ على جانب الحرام و للحرص على الفضائل و سمو الخلق .

و كون شرع الله حق و السلف يتبعون شرع الله ، و من على مذهب السلف يتبعون السلف في إتباعهم شرع الله فكيف يقال من يتبع شرع الله متشددا وهو يتبع ما شرعه الله الحق ، ومن لا يتبع الحق فهو يتبع الضلال إذ ماذا بعد الحق إلا الضلال ؟!!.
 
اذكر أحد أدلة واقعية الشريعة الإسلامية و مراعاتها أحوال الناس


من محاسن الشريعة الإسلامية أنها وضعت للمضطر أحكاما خاصة مما يدل على واقعيتها و مراعتها أحوال الناس و ظروفهم .
لماذا شرع الله لنا السنن و المستحبات و المندوبات ؟




شرع الله لنا المندوبات لجبر النقص الحاصل في الواجبات و فتح المجال لإصلاح النفوس و إشباع نهمتها من العبادة و التقرب ، وفتح المجال لإصلاح المجتمعات بدفع الناس إلى البر و الإحسان و تحسس حاجات الفقراء و المساكين و السعي في مصالح الناس ، وبناء حصون مضاعفة بين المؤمن والفساد فمعلوم أن كل نفل من النوافل هو بمثابة بعد وستار بين المسلم والمعصية .

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

هل أداء الصلاة يضيع الوقت ؟




إذا شرع الله صلاة الخوف و صلاة الحرب فمعنى ذلك أنه لا سبيل أبداً ؛ لأن ينسى العبد المؤمن إقامة الصلاة. وإذا كانت الصلاة واجبة في الحرب فلن تكون هناك مشاغل في الحياة أكثر من مشاغل الحرب و لقاء العدو .
و يدل ذلك أن الصلاة لا تؤثر على الوقت بالنقصان ، و إذا كان الوقت أغلى من المال ؛ لأن المال في الحقيقة نتيجة العمل ، و العمل فرع الوقت ، و الصلاة تضحية بالوقت نفسه فالصلاة زكاة الوقت ، و حق الله الراتب في كل يوم ، فالمؤمن يقتطع من وقته الذي هو رأس مال الحياة فيجعله خالصاً لله .
و الصلاة لا تؤثر على الوقت بالنقصان كما أن الصدقة لا تؤثر على المال بالنقصان .

لما سمي الذنب جناحا ؟


سمي الذنب جناحا من جنح إِلى كذا إِذا مال ؛ لأن الذنب ميل عن الحق و ميل إلى الإثم .
هل الرجل أكثر عقلا و قوة من المرأة أم العكس ؟



هناك الكثير من الرجال فاقوا عقول النساء لكن هناك القليل من النساء فاقوا عقول الرجال على مدار التاريخ ،و هناك ملايين الرجال أكثرة قوة من النساء بينما هناك القليل من النساء أكثر قوة من بعض الرجال فتجد التاريخ يذكر آلاف النابغين من الرجال بينما يذكر عشرات من النابغات من النساء ،و تجد الإعلام و الصحف تذكر مئات من الرجال الأقوياء بينما تذكر قلة من النساء الأقوياء .


و هذا يدل أن الله قد رزق الرجل قوة في العقل أكثر من المرأة كما رزقه قوة في الجسد ليناسب وظائفه في الحياة من الحماية و القوامة في البيت و القضاء و الوزارة و رئاسة الدولة ، و لا عبرة بما شذ من النساء ففاق الرجال في القوة و العقل لأن العبرة بالغالب ،و قد جعل جنس الرجل ميسر لما خلق له و جنس المرأة ميسر لما خلق له .

الأحد، 9 ديسمبر 2012

هل تجالس صاحب هوى أو بدعة ؟


لا تجالس صاحب هوى فربما غمسك في ضلاله و باطله و شبهاته ، أو يلبس عليك بعض ما تعرف .
هل صدور بعض الأفعال من الصحابة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - دون أمره بها يدل على جواز الابتداع في الدين ؟


لا يصح أن نستدل بصدور بعض الأفعال من الصحابة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على جواز الابتداع في الدين ؛ كهذا الصحابي الذي كان كان يقرأ بالإخلاص في كل ركعة ، أو بوضوء بلال لكل صلاة ، أو نحو ذلك ، فإن هذه الأفعال كانت ثقة منهم بأن الشرع يصحح لهم إن أخطئوا ، و الدليل على ذلك أن الشرع خطأهم في بعض أفعالهم وأقرهم على بعضها، فدل ذلك على أنها ليست كلها حسنة .
هل حب الوطن و الأب أغلى من حب الله ؟


عجبا لمن يستنكر أن يبغض الإنسان كل من كفر بالله و كل من سب الله و رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، و يستفظع من يحب عدو وطنه أو عدو أبيه فهل حب الوطن و الأب أشد من حب الله – سبحانه وتعالى – و رسوله - صلى الله عليه و سلم - ؟!!.
ما معنى قوله تعالى : ﴿ إِلاَّ مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ﴾ ؟


قوله تعالى : ﴿ إِلاَّ مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ﴾ (سورة النحل من الآية 106 ) يدل أن الإكراه على الشرك والكفر ، يسقط المؤاخذة عليه . إذا ما كان إكراهاً حقيقياً يتعذر دفعه ، و القلب مطمئن بالإيمان لا يخالطه ريب أو شك .
هل حب الله يستلزم بغض أعداء الله ؟


من يدعي حب الله فلابد أن يبغض أعداء الله إذ ليس من العقل أن يحب الإنسان شيئاً هو عدو لمحبوبه ، و المسلم إذا انقاد لأوامر الله تعالى باطنًا وظاهرًا؛ وجب عليه البراءة من الشرك كبيره و أهله بإظهار عداوتهم وبغضهم وتكفيرهم ، وعدم التشبه بهم في الأقوال والأعمال.
ما مفساد دعوى القومية الوطنية ؟


دعوى القومية الوطنية دعوى تهدف لتقديس الوطن أكثر من تقديس رب الوطن و خالق الوطن .
دعوى القومية الوطنية دعوى ثمارها حب أبناء الوطن الكفار و الملحدين و قطع كل صلة للشخص بما وراء وطنه, وبالتالي قطع أواصر المودَّة بين أواطان المسلمين.
دعوى القومية الوطنية دعوى تؤدي إلى أن يغضب الشخص لوطنه أكثر من غضبه لدينه, والتعصب لبني وطنه وتقديسهم و تقديمهم على أخوته في الدين من غير الوطن .
دعوى القومية الوطنية دعوى تهدف لتشتت المسلمين و ضعف رابط الأخوة بينهم فلا يهتم الشخص إلا بما يحدث لأبناء وطنه و لا يهتم بما يحدث للمسلمين إذا لم يكونوا من أبناء وطنه .

أهمية دراسة العقيدة وحكم تعلمها | موقع المختار الإسلامي

الجمعة، 7 ديسمبر 2012

ما شروط قبول العبادة ؟


كي تصح العبادة و كي تقبل العبادة ، لينجو بها المرء من عذاب الله و يفوز بنعيمه لا بد أن يراعى فيها الشروط الآتية وهي:
1 - المتابعة بأن تكون العبادة مشروعة بالكتاب أو السنة غير مبتدعة .
2 - أن تؤدى كما ينبغي ملاحظا فيه الحيثيات الأربع: الكمية بمعنى العدد والكيفية وهي الصفة التي عليها العبادة، والزمان الذي حدد لها، والمكان الذي عُيِّنَ لها.
3 – الإخلاص بأن يخلص العبد فيه لله تعالى بحيث لا يشرك فيها أحدا كائنا من كان.


ما حكم تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة ؟

تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة أمر مخترع لا يدل عليه دليل شرعي بل هو في نفسه متدافع ؛ لأن من حقيقة البدعة أن لا يدل عليها دليل شرعي، ولو وجد ما يدل عليها من الشرع على وجوب أو ندب أو إباحة لما كان ثَمَّ بدعة إذ البدعة هي ما لم يدل عليه دليل الشرع من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس، فإن دل عليها الدليل الشرعي أصبحت دينا وسنة لا بدعة، ولكان العمل داخلا في عموم الأعمال المأمور بها، أو الْمُخَيَّرِ فيها. فالجمع بين عد تلك الأشياء بدعا. وبين كون الأدلة تدل على وجوبها أو ندبها أو إباحتها جمع بين متناقضين .
ما معنى قول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد » ؟


قول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد » رواه البخاري ومسلم في صحيحهما أي من أحدث في الدين ما لم يشرعه الله و رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فعمله مردود على صاحبه لا يقبل منه ولا يثاب عليه بل يأثم على فعله ، والحكمة من ذلك أن العمل الذي لم يشرعه الله تعالى لا يُؤَثِّر في النفس بالتزكية والتطهير لخلوه من مادة التطهير والتزكية التي يوجدها الله - سبحانه و تعالى - في الأعمال التي يشرعها ويأذن بفعلها ، و هذا العمل الذي لم يشرعه الله فيه استدراك على الله - سبحانه و تعالى - و رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – و كأنه أتى بما لم يأت به الله و رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ،و هذا سوء أدب مع الله - سبحانه و تعالى - و رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – .
هل وجوب الإتباع يقتضي وجوب كل متبوع فيه ؟




وجوب الإتباع لا يقتضي وجوب كل متبوع فيه، بل يتم الأمر بالامتثال، فإن كان واجبًا على المتبوع كان واجبًا على التابع أو ندبًا فندب، فيتوقف ثبوت وجوب المتبوع فيه على وجوبها في حق المتبوع مثلا أمرنا باتباع سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام و سيدنا إبراهيم من سننه خصال الفطرة فهل كل خصال الفطرة كانت واجبة في حقه أم لا أم بعضها واجب و بعضها مستحب ،.

و أمرنا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم و النبي صلى الله عليه وسلم قد فعل الواجب و المستحب و المباح .

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

ما حكم قولك صدق الله العظيم بعد تلاوة القرآن ؟



لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أن قال بعد قراءة القرآن صدق الله العظيم و لما أراد النبي من ابن مسعود أن يكف عن القراءة لم يقل له صدق الله العظيم بل قال حسبك ،و إذا كانت صدق الله العظيم كلمة طيبة في هذا الموضع فلما لم يبينها النبي صلى الله عليه وسلم و هل النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف أنها طيبة و لن نكون أكثر أدبا مع القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه .


هل غابَتَ جملة صدق الله العظيم عن القرون الثلاثة المُفَضَّلة الأولى المَشهود لها بالخَيرية، وعَن القرون التي تَلَتها بما فيهم عَصر الأئمة الأربعة، وعن القُرون التالية حتى عَرَفها الناس بعدهم ،و لو كان التَّلفُّظ بصدق الله العظيم خيرًا لسبقنا إليها السلف الصالح .


قال النبي -صلى الله عليه وسلم -لعَبد الله بن مَسعود - رَضي الله عَنه- : "اقْرأ عَليَّ القُرآن"، فقال: يا رَسولَ الله أقرأ عَليَك وعَلَيك أنزِل؟! قال: "إنِّي أحِبُّ أن أسمَعَه مِن غَيري"، فقرأتُ عليه سُورَة النِّساء. حتَى جِئتُ إلى هذه الآية: (فكيف إذا جِئنا مِن كُلِّ أمَّة بِشَهيدٍ وجِئنَا بِكَ على هؤلاءِ شَهيدًا) ( سورة النساء الآية 41 ) قال: "حَسبُك الآن"، فالتَفَتَ إليه فإذا عَيناه تَذرِفان. [مُتفق عَليه] فلم يقل له صدق الله العظيم مع وجود مقتضى إنهاء القراءة .
لماذا يجب أن نعفي اللحية ؟





في إعفاء اللحية مخالفة المشركين فغالب المشركين يحلقون لحاهم ، و قد أمرنا بمخالفة المشركين قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب». رواه البخاري ومسلم.
و القصد إلى مخالفة المشركين والتميز عنهم لا يمنع من إثبات قصد آخر من ذلك :
أن في إعفاء اللحية امتثال أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فقد قال : «خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب». رواه البخاري ومسلم ويخشى على مخالف أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – من العاقبة السيئة، كما قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
أن في إعفاء اللحية تمييز الرجل عن المرأة فالمرأة الطبيعية لا تنبت لها لحية ، و قد أمرنا ألا نتشبه بالنساء .
أن في إعفاء اللحية إتباع سنن المرسلين فكل الأنبياء كانوا ذي لحى قال تعالى عن هارون عليه السلام: (قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) ( سورة طه الآية 94) .
أن في إعفاء اللحية عدم مشابهة الرجال للنساء والصبيان، واليهود والنصارى والمجوس والمخنثين.
أن في إعفاء اللحية تربية للرجل على التحلي بالصفات الحسنة فاللحية تربيها تربيك، وعندما يعفي الإنسان لحيته، يجدها تلزمه بأشياء لا عليه ألا يقوم بها لو كان حالقًا لها، فلو مشي إنسان ملتح مع امرأة متبرجة - حتى ولو كانت أخته - فإن الناس سوف ينظرون إليه نظرة فيها احتقار ، ومن الصعب على المسلم الملتحي أن يتردد على أماكن المعصية، لأن اللحية تقول بالمعنى الصامت: أنا تبع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -..
أن في إعفاء اللحية عدم تغيير خلق الله و في حلقها تغيير لخلق الله .
أن في إعفاء اللحية زينة للرجال فسبحان الذي جمل الرجال باللحى .

 
هل نحلق اللحية من أجل أن بعض الكفار يعفونها ؟

إذا شرع لنا فعل من أجل مخالفة المشركين في الأصل فهذا لا يقتضي إذا وافقونا عليه في النهاية أن ندعه نحن لأن الحقيقة أن المشركين إذا فعلوا هذا الفعل الذي فعلناه مخالفة لهم فهم الذين تشبهوا بنا في ثاني الحال ؛ لأن الأصل أننا مأمورون بمخالفتهم حين التشريع .
مثلا أمرنا أن نعفي اللحية مخالفة لهم – لكن ليست هي العلة الوحيدة - فلا يحل لنا إذا أعفوا لحاهم أن نحلقها ؛ لأن وقت التشريع كانوا لا يعفون لحاهم فيجب علينا إعفاء اللحية سواء وفر الكفار لحاهم أم حلقوها، وإعفائهم لحاهم فهو من بقايا الدين الذي ورثوه عن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كما ورثوا عنه الختان أيضًا .
و لو سلمنا جدلا موافقتهم لنا في شيء من شرعنا كإعفاء اللحية فهذا لا يقتضي أن نخالف شرعنا ، كما أن دخولهم في الإسلام أمر واجب عليهم ومحبوب لنا، ونحن مأمورون بدعوتهم إلى ذلك، ولا يقتضي ذلك خروجنا من الإسلام إذا دخلوا فيه حتى نخالفهم بل علينا أن ندعوهم إلى دين الله، وألا نتشبه بهم فيما خالفوا فيه شرع الله .
وشتان بين من يطلق اللحية عبادة إتباعا لسنة الإسلام وبين من يطلقها للمجرد التجمل، وإضفاء سمات الرجولة على نفسه، فالأول منقاد لعبادة يثاب عليها، إن شاء الله تعالى، والآخر يرتديها كالثوب الذى يرتديه ثم يزدريه بعد أن تنتهى مهمته.
إذا ثبت الحكم شرعاً من أجل معنى زال وكان هذا الحكم موافقاً للفطرة أو لشعيرة من شعائر الإسلام فإنه يبقى ولو زال السبب مثل الرَّمَل في الطواف كان سببه أن يُظهر النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه – رضي الله عنهم - الجَلَد والقوة أمام المشركين الذين قالوا إنه يقدم عليكم قوم وهنتهم حُمَّى يثرب، ومع ذلك فقد زالت هذه العلة، وبقى الحكم، حيث رَمَل النبي – صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع .
ما ضابط عمليات التجميل المشروعة ؟

عمليات التجميل منها ما يجوز و منها ما لا يجوز و غير الجائز ضابطه ما كان غرضه طلب الحسن والجمال أو زيادة الحسن والجمال فلا يجوز إجراء جراحة التجميل التحسينية التي لا تدخل في العلاج الطبي و يقصد منها تغيير خلقة الإنسان السوية تبعا للهوى والرغبات بالتقليد للآخرين فهذا من تغيير خلق الله تعالى المنهي عنه .
ومن عمليات التجميل ما يجوز و ضابطها كل ما يحتاج إليه الشخص كإعادة الوظيفة لعضو أو إصلاح عيب أو إعادة خلقة العضو إلى أصلها أو لإزالة ضرر أو ألم أو شين، سواء خلق به الشخص أو نتج عن حادث أو مرض،كما في حديث عرفجة بن أسعد أنه قطع أنفه يوم الكُلاب، فاتخذ أنفاً من فضة فأنتن عليه، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - فاتخذ أنفاً من ذهب. رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود والنسائي وأحمد، وحسنه الألباني

أهمية دراسة العقيدة وحكم تعلمها - عقيدة وتوحيد - موقع آفاق الشريعة - شبكة الألوكة

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

هل ميلاد المسيح عليه السلام يبطل ألوهيته ؟


لا أحد يصدق أن الله له يوم ميلاد لكن النصارى يصدقون أن للمسيح عليه السلام يوم ميلاد ، و كيف يكون المسيح عليه السلام أزليآ عندهم ثم يقولون أن ميلاده كان يوم كذا ويحتفلون بميلاده في 25 ديسمبر من كل عام ؟!

و إن قالوا الميلاد للناسوت دون اللاهوت قلنا هل قال المسيح عن نفسه أنه ناسوت و لاهوت ؟ أم قال أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله (يوحنا 8/40 ) و قال أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ( يوحنا 17 / 3 ) فهو قال إنه إنسان فكيف نقول عنه إنه إله ؟

ولو كان الله ما صح أن يقول ذلك أيعمي الناس عن ألوهيته ؟!! أيخاف من عبيده ؟!!
هل إتباع الكفار في الصناعة و العلم من قبيل الإتباع و التشبه المحرم ؟


إتباع الكفار في الصناعة و العلم ليس من قبيل الإتباع و التشبه المحرم بل هو من باب مشاركتهم فيما ينفع الفرد و المجتمع و فيما ينفع الناس و لا يقال لمن استفاد من علمهم أو صناعتهم أنه تشبه بهم
ما العمل الذي تتوقف صحته على صلاح النية ؟


العمل الذي تتوقف صحته على صلاح النية هو العمل الصالح ، و النية الصالحة لا تجعل العمل الفاسد صالحا رغم أن النية الفاسدة تبطل العمل الصالح ،و المعصية لا تصير طاعة بالنية ، ولكن الطاعة قد تنقلب إلى معصية بالنية الفاسدة .

السبت، 1 ديسمبر 2012

ما معنى قول الأئمة أن الْكفَّار مخاطبون بفروع الشريعة ؟


معنى قول الأئمة أن الْكفَّار مخاطبون بفروع الشريعة أن التكليف بالأمر و النهي شامل للمسلمين و الكفار لكن الكافر لا يصح منه فعل المأمور به حال كفره ؛ لقـول الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِه﴾ ( سورة التوبة من الآية 54 ) فالكافر مطالب من حيث الجملة بهذه الأمور كلها ، ولكن العبادة لا تصح منه دون الإســلام ، فالإسلام شرط لصحة الصلاة والصيام والزكاة والحج :لأن شرط قبول العمل الصالح عند الله - سبحانه وتعالى - هو الإسلام .

و كون الْكفَّار مخاطبين بفروع الشريعة فلابد عليهم أن يسلموا كي يقوموا بفعل الفروع فهم لا يخاطبون بفعل الفروع أي لا يقال لهم : افعلوا كذا صلوا كذا صوموا كذا زكوا كذا بل نأمرهم أولاً بالإسلام و مقصد العلماء أنهم يعاقبون في الآخرة علي عدم فعل الفروع إذا ماتوا على الكفر بدلالة النصوص الدالة على ذلك .
ومن قال: إن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة قال: إن الكفار يعاقبون عقوبة زيادة عن عقوبة الكفر في الآخرة ، و من قال بأن الكفار غير مخاطبين بفروع الشريعة، أراد أن أحكام الكفار في الدنيا بأنهم لا يطالبون بقضاء ما فاتهم من العبادات ، ولا تصح منهم العبادة إذ فعلوها و هم غير مسلمين ، و هذا لا يمنع أن يعاقبوا في الآخرة على ترك الفروع .
ما أَعْلَى الصفات التي يمكن أن يُوصَفُ بِهِ الْعَبْدُ ؟


وَصْفَا الرِّسَالَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ أَعْلَى مَا يُوصَفُ بِهِ الْعَبْدُ ؛ لأن الْعِبَادَةُ هِيَ الْحِكْمَةُ الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ لِأَجْلِهَا ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} فَكَمَالُ الْمَخْلُوقِ فِي تَحْقِيقِ تِلْكَ الْغَايَةِ .

وَ كُلَّمَا ازْدَادَ الْعَبْدُ تَحْقِيقًا لِلْعُبُودِيَّةِ ؛ ازْدَادَ كَمَالُهُ ، وَعَلَتْ دَرَجَتُهُ ، و الرسالة هي التي تبين للناس كيفية عبادة الله ليحققوا الغاية التي من أجلها خلقهم .

متى نتوحد لنصرة إخواننا في غزة؟ - سياسة - موقع ثقافة ومعرفة - شبكة الألوكة