الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

تصحيح تصور خاطئ لمفهوم المخالفة مع أمثلة تطبيقية

تصحيح تصور خاطئ لمفهوم المخالفة مع أمثلة تطبيقية: تصحيح تصور خاطئ لمفهوم المخالفة مع أمثلة تطبيقية  الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعـده، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد: فهذا تصحيح لتصوُّر خاطئ لمفهوم المخالفة عند بعض الإخوة، مع ذكر أمثلة تطبيقية؛ حتى يتسنَّى لطالب العلم تطبيق ذلك في حياته العلمية بشكل صحيح، ومفهوم المخالفة من موضوعات باب طُرُق استنباط الأحكام عن طريق دلالات الألفاظ، ولا شك%2...

الاثنين، 7 يناير 2019

إلى من يجيز تهنئة الكفار بأعيادهم

إلى من يجيز تهنئة الكفار بأعيادهم: إلى من يجيز تهنئة الكفار بأعيادهم  الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد أحزنتني فتوى لبعض الأفاضل تجيز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، لمن كان بينه وبينهم صلة قرابة أو جوار أو زمالة، أو غير ذلك من العلاقات الاجتماعية التي تقتضي حسن الصلة، ولطف المعاشرة التي يقرُّها العُرْف السليم، وادَّعى هؤلاء الأفاضل أن مشروع�%8...

الجمعة، 10 مارس 2017

موقع المختار الإسلامي - الملاحدة ومغالطة عدم الترابط بين الدليل والمدلول أكثر من ثلاثين مثالا

موقع المختار الإسلامي - الملاحدة ومغالطة عدم الترابط بين الدليل والمدلول أكثر من ثلاثين مثالا


                   
              



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

فالإلحاد فكر منحرف لا تستسيغه الفطر السليمة والعقول المستقيمة و أطروحاته تخالف العقل والمنطق وأحيانا تخالف العلم والواقع ،ولذلك لا يمكن أن يكون للملاحدة دليل صحيح يذكر على صحة معتقداتهم وأطروحاتهم ،و تجد من يروج للإلحاد يقع في التدليس والتلبيس لنشر باطله ولجعله حلوا مستساغا  وأنى له ذلك فالحق ظاهر أبلج وله حلاوة وعليه نور والباطل زاهق لجلج  وله مرارة وعليه ظلمات .

ونظرا لانخداع بعض الناس بكتابات الملاحدة و كلامهم تحتم على العلماء والدعاة وطلبة العلم التصدى لهذه الشرذمة من الناس بكل ما أوتوا من علم ومعرفة حتى يبينوا للناس تفاهة الفكر الإلحادي و تهافت أطروحاته و معتقداته وليحذروهم من تدليس الملاحدة وتلبيساتهم .

و مما يسهل بيان تهافت أطروحات الملاحدة و تهافت معتقداتهم ذكر المغالطات التي يرتكبها الملاحدة عند الاستدلال على باطلهم فإننا إذا عرفنا المغالطات التي يرتكبها الملاحدة أثناء استدلالهم سهل علينا نقد حججهم و أطروحاتهم و تبين لنا بما لا يدع مجال للشك أنهم ليسوا على شيء وليس عندهم إلا الظنون والأوهام والشبهات والسفسطات ولذلك كان لابد من عرض  المغالطات التي يرتكبها الملاحدة عند الاستدلال مغالطة تلو مغالطة مع الإكثار من الأمثلة على كل مغالطة من كتابات وحجج الملاحدة أنفسهم وذلك للعديد من الأهداف منها :
بيان طرق الملاحدة الخاطئة في الاستدلال  .
تسهيل نقد أطروحات الملاحدة الخاطئة .
تجنب الوقوع فيما وقع فيه الملاحدة من أخطاء  .

ومن المغالطات التي يقع فيها الملاحدة كثيرا عند عرض معتقداتهم الفاسدة مغالطة عدم الترابط المنطقي بين الدليل والمدلول ( الربط الخاطيء )  Non-sequitur fallacy أو بمعنى آخر عدم الترابط المنطقي بين المقدمة و النتيجة أو عدم الترابط بين المعطيات والنتيجة  أو عدم صلة النتيجة بالمقدمة Irrelevant conclusion fallacy   أو المقدمة لا تستلزم النتيجة أو الدليل لا يستلزم المدلول .

 والدليل هو الحجة والبرهان ،وهو ما دل به على صحة الدعوى ،والدليل في اللغة هو المرشد ،وما به الإرشاد ،وما يستدل به [1] ،و المقدمة هي الحقيقة أو الفكرة أو الفرض الذي نبدأ منه التفكير والاستنتاج للوصول لحقائق أخرى أو فكرة أخرى ، و الاستدلال إقامة الدليل لإثبات المطلوب أو تَقرِيرُ الدَّلِيلِ لإثبات المَدْلُول ، و المَدْلُول هُوَ الْمَطْلُوب عَن الدَّلِيل .

ومن شروط الاستدلال الصحيح المنطقي أن  تكون مقدمته صحيحة و يوجد ترابط  منطقي بين المقدمة والنتيجة ،ولذلك عند عدم وجود ترابط منطقي بين المقدمة والنتيجة فالاستدلال غير منطقي و غير صحيح وهو كثير في كتابات وحجج  الملاحدة ومن ذلك :

مثال 1 : زعم بعض الملاحدة أن أمر الخالق للبشر بالعبادة من قبيل العبث بدعوى أنهم لا يعرفون الحكمة من الأمر بالعبادة يعني الملاحدة يقولون مادمنا لا ندرك الحكمة من أمر الله لنا بالعبادة فلا حكمة و الأمر عبث ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ ليس معنى عدم  علمنا بالحكمة من أمر الله البشر بالعبادة – على حد زعمهم - ألا يوجد حكمة من أمر الله البشر بالعبادة  ،فعدم العلم ليس علماً بالعدم و  لا رابط منطقي صحيح بين عدم العلم بالحكمة من الأمر بالشيء وعدم وجود حكمة من الأمر بالشيء ، وعدم علمنا بالحكمة من الأمر بالشيء لا يستلزم و لا ينفي وجود حكمة من الأمر بالشيء ،والله عز وجل أمرنا بالعبادة ؛ لأنه خالقنا و من مقتضى العلاقة بين الخالق والمخلوق عبادة المخلوق لخالقه ،ووجودنا في هذا الكون فضل وجود وإنعام من الخالق وهذا يقتضي شكره ، والاعتراف بفضله وجوده وكرمه ،وعبادتنا له من شكرنا له ،وفي أمره لنا بالعبادة إرشاد لما يجب علينا فعله نحو خالقنا ،و هذا من كمال جوده وفضله وإحسانه . و في عبادته سبحانه صلاحنا و سعادتنا في الدنيا و الآخرة فأمره لنا بالعبادة من حبه لنا ،ومن فضله وكرمه علينا بإرشادنا إلى ما فيه صلاحنا قال قتادة و غيره من السلف : « إنَّ الله سبحانه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عنه بخلاً منه ، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عما فيه فسادهم »[2].
 مثال 2 : زعم بعض الملاحدة أن خلق الله لنا من أجل عبادته من قبيل العبث بحجة أن الخالق لا يستفيد من عبادة المخلوق ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ ليس معنى فعل شخص لشيء لا يفيده أن فعله عبث إذ قد يفعله ليفيد غيره ،ولينتفع به غيره من باب حب الخير  أو من باب حب نفع الغير أو من باب الفضل والجود أو من باب الرحمة بالغير و غير ذلك من الأسباب ، و الله قد أنعم علينا بالوجود و الحياة فضلا منه و جودا ،وهل يصح جعل فعل الكريم الجواد من قبيل العبث وعدم الغائية ؟!! و من حب الله لنا أن خلقنا و أمرنا بعبادته وهل يصح جعل الفعل الدال على المحبة من قبيل العبث وعدم الغائية ؟!!!. وكلام الملاحدة فيه نبرة أنانية وكأنهم يريدون أن يقولوا إذا لم يكن فعل شيء من الأشياء يعود علينا بالنفع فلا نفعله وإن كان يفيد الآخرين .

مثال 3 : يقول بعض الملاحدة يوجد من هو متدين بدين وليس لديه أخلاق ، بينما يوجد من هو لا ديني ولديه أخلاق مما يدل على عدم مصدرية الدين للأخلاق ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ الإيمان بالشيء وتيقن الشيء لا يستلزم العمل له و إن كان دافعا على العمل له فالناس تعلم و تتيقن أن النار محرقة و بعضهم يحرق نفسه بالنار و أيضا قد تجد أن الولد الذي يعلم  أن أباه فلان لا يبر هذا الأب و أيضا قد تجد أن الدائن لا يعطي المال للمدين ،و بعض الناس تعلم أن الزنا يكون سبابا في العديد من الأمراض الجنسية و مع ذلك يرتكبه و بعض الناس تعلم أن من قتل سيعاقب من الحكومة و مع ذلك يقتل ،ووجود بعض الأخلاق في بلاد لا تدين بدين سماوي ليس  دليلا على عدم مصدرية الدين للأخلاق فلا مانع من أن تكون هذه الأخلاق التي يتحلى بها الشعب  من بقايا آثار دين  سماوي كانت تدين به هذه البلاد قبل أن تصبح بلا دين سماوي .
مثال 4 : زعم بعض الملاحدة أن السبببية لا توجد في العالم تحت الذري بحجة وجود كثير من الظواهر تحت الذرية غير معلومة السبب ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فالجهل بالشيء ليس دليلا على أن هذا الشيء غير موجود[3] ،وقد يكون الشيء موجودًا ولا يعلم دليل وجوده، وربما كان له أكثر من دليل ،وعلى سبيل المثال لو لم يستطع رجال الشرطة معرفة قاتل شخص ما فهذا لا ينفي وجود قاتل لهذا الشخص ، وفي مجال الطب يوجد العديد من الأمراض غير معروفة السبب[4] لكننا نقول عنها أنها مجهولة السبب or Unknown cause Idiopathic ، و لا ندعي أن هذه الأمراض ليس لها سبب .ووجود ظواهر في العالم دون الذري مجهولة السبب غايته الجهل بوجود أسباب هذه الظواهر  ،وليس عدم وجود أسباب لهذه الظواهر وما يجهله قوم قد يعلمه غيرهم  ومن الحين و الآخر نسمع اكتشف العلماء سبب الظاهرة الفلانية  و اكتشف العلماء سبب المرض الفلاني واكتشف العلماء البكتيريا الفلانية  واكتشف العلماء الفيرس الفلاني وهكذا  .

مثال 5 : زعم بعض الملاحدة بعدم وجود إله للكون بحجة تعدد الآلهة فكل فريق من الناس يدعي أن إلهه هو الإله الحق ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ اختلاف الناس في معرفة الإله الحق ليس معناه عدم وجود إله حق بل معناه اختلافهم في معرفة من هو الإله الحق على وجه التحديد ،وفرق بين معرفة وجود إله و تعيين هذا الإله على وجه التحديد ،و لو كنت قاضيا و أمامك أشخاص ، و كل منهم يدعي أن الحق معه أيحق لك أن تقول لا يوجد حق بسبب تعدد مدعي الحق أم تجتهد في معرفة من معه الحق ؟!!.

مثال 6 :زعم بعض الملاحدة أن السببية لا وجود لها في العالم دون الذري بحجة أن النتيجة قد تسبق السبب في العالم دون الذري فتأتي النتيجة قبل السبب، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ ليس من الضروري بالنسبة للسببية أن تأتي النتيجة في إدراكنا و حواسنا متأخرة عن سببها فمن الممكن أن تأتي مع السبب في وقت واحد ،و قد تأتي سابقة عليه لكن هذا لا يغير من حقيقتها و لا يلغي إطلاق اسم النتيجة عليها فقد أرى نور الشمس قبل أن أرى الشمس ،وقد اسمع الرعد قبل أن أرى البرق ،وقد أرى المقتول قبل أن أرى القاتل ،و إذا أثبت العلم أن النتيجة قد تسبق السبب أحيانا في العالم دون الذري فهذا لا يستلزم نقض مبدأ السببية في العالم دون الذري فهذا السبق سبق ظاهري و ليس حقيقي بسبب الطبيعة الاحتمالية للعالم دون الذري فليس للجسيمات تحت الذرية مسار واحد في عالم الكم ،وإذا أردنا معرفة مسار وجود جسيم فعلينا حساب احتمال وجوده في مكان معين أي تحديد مسار الجسيم يكون بطريقة احتمالية وليس تحديد مساره بالضبط .

مثال 7 : يزعم بعض الملاحدة أن سبب تخلف المسلمين في العصر الحالي هو تمسكهم بدينهم بحجة  أن الغرب لما تخلو عن الدين وتحرروا منه وصلوا إلى ما وصلوا إليه من التقدم الحضاري والتكنولوجي ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فلا تلازم بين التقدم  و صحة الدين و المعتقد  إنما التلازم بين التقدم و الأخذ بأسبابه ، و لا تلازم بين التخلف والتمسك بالإسلام إنما التلازم بين التخلف و الأسباب المفضية له و من أسباب التقدم الجدية في العمل و الاجتهاد فيه و توفير المواد الخام و الخبرات الفنية والأيدي العاملة المُدربة و الأموال اللازمة لشراء الأدوات و المعدات ودفع أجور العاملين و بناء المصانع  و الاهتمام بالبحث العلمي ، و ليس التمسك بالإسلام سبب من الأسباب المفضية للتخلف بل التمسك بالإسلام سبب من أسباب الرقي  فلا يشك أحد أن مسلمي اليوم أقل تمسكا بالإسلام من أسلافهم ، ولا يزعم أحد أن اتباع النظام الإسلامي في شئون الحياة المختلفة قد أعاق أسلافنا  عن فتح البلاد ودعوة العباد وإنشاء الحضارات ونشر المعارف والعلوم ،وقد حث الإسلام على العمل فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده»[5] و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيجيء بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه»[6] .و‌   دعى الإسلام لإتقان العمل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه »[7] و دعى الإسلام لعلو الهمم و الجدية في كل شيء نافع ‌ و من ضمن الأشياء النافعة العمل  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها »[8] .و نهى الإسلام عن أكل أموال الناس بالباطل من سرقة و رشوة و غصب و ربا وغير ذلك قال تعالى :  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً  (النساء : الآية 29 )،و أمر الإسلام بإعداد ما استطعنا من قوة للحفاظ على بلادنا و محاربة أعدائنا قال تعالى : ﴿ وأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ    (الأنفال : الآية 60 ) فهذا  أمرٌ جازمٌ بإعداد كل ما في الاستطاعة من قوة على اختلاف صنوفها وأسبابها ولو بلغت القوة من التقدم ما بلغت ،والقوى عديدة فالإعلام قوة ، و الأقمار الصناعية قوة و الصناعة قوة و الاقتصاد قوة و العلم قوة  و الطب قوة  .

مثال 8 : يزعم بعض الملاحدة أن النبي صلى الله عليه وسلم  كان مصابا بالعقم والعجز الجنسي بحجة أنه وُلِد مختونا  ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فالمقدمة لا دليل عليها فما الدليل أنه ولد مختونا ؟ و القول بأنه ولد مختونا خلاف العادة ،و لا يقبل ما هو خلاف العادة إلا بدليل صحيح صريح خال من معارض معتبر ،و لا يوجد حديث صحيح صريح خال من معارض معتبر يدل أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد مختونا فتعين أنه لم يولد مختونا بل ختنه جده على عادة العرب و عموم هذه السنة للعرب يغني عن نقل معين فيها [9]،و على التسليم الجدلي أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد مختونا أي ولد بلا قلفة فانعدام القلفة أو غياب القلفة لا يعني ولا يستلزم فقد الخصوبة و القدرة على الإنجاب [10]،وزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من واحدة وعدم طلب إحدى الزوجات الطلاق بسبب مشكلة في العلاقة الزوجبة دليل جلي على كذب وصفه بالعجز الجنسي  ،و من المعروف والمشهور عند علماء الإسلام أن النبي  صلى الله عليه وسلم  كان له أولاد[11]  فكيف يقال أنه كان عقيما ؟!!.
مثال 9 : يزعم بعض الملاحدة أن النبي صلى الله عليه وسلم  كان مريضا بالمبال التحتاني[12] بحجة أنه وُلِد مختونا  ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فلا دليل صحيح أنه ولد مختونا ،و على التسليم الجدلي أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد مختونا أي ولد بلا قلفة فانعدام القلفة أو غياب القلفة لا يعني الإصابة بالمبال التحتاني ،و من السنة وجدت حديثا يكذب ما قاله الملاحدة عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه كان مريضا بالمبال التحتاني فعن حذيفة، قال: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم، فبال قائما» فتنحيت فقال: «ادنه» فدنوت حتى قمت عند عقبيه «فتوضأ فمسح على خفيه » [13] ،والشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه حذيفة رضي الله عنه ،و هو يتبول واقفا ،و مريض المبال التحتاني يتبول جالسا و لا يتبول واقفا و إلا ستتلوث ملابسه و أقدامه بالبول ،ولا يلزم من قول حذيفة رضي الله عنه أنه اطلع على فعل النبي صلى الله عليه وسلم بتفاصيله فهو كان متنحيا عنه ،ودنى منه عندما انتهى من فعله ،وفي عصرنا الحالي مراحيض معدة للتبول واقفا يتبول الشخص قائما ،ولا يرى من بجانبه تفاصيل فعله .
.
مثال 10 : يقول بعض الملاحدة إذا كان معطي الكمال أحق أن يوصف به فكذلك معطي النقص لابد أن يوصف به ؛ لأنه معطيه ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ لا يشترط لمن يعطي النقص أن يكون ناقصا بخلاف من يعطي الكمال لابد أن يكون كاملا  ،ومن يعطي الكمال قد يعطيه فيكون قد أعطى كمالا و قد يمنع العطاء فكأنه قد أعطى نقصا [14]،ومن أمثلة ذلك المعلم الذي يعلم علما نافعا ( صفة كمال ) قد ينعم على أحد طلابه بتعليمه مسألة ( صفة كمال )،وقد يحرمه من العلم بهذه المسألة فيكون جاهلا بها (صفة نقص ) ،ومن عنده مال حلال ( صفة كمال ) قد يعطيه لفقير فيصير غنيا ( صفة كمال ) ،وقد يحرمه من المال فلا يعطيه فيظل هذا الفقير فقيرا (صفة نقص ) ،و الإنسان الحي ( صفة كمال ) قد ينقذ شخص من الموت فيظل حيا ( صفة كمال ) ،وقد يقتله فيصبح ميتا (صفة نقص ) .

مثال 11 : يزعم بعض الملاحدة أن وصف الخالق بالوجود دليل على أن له موجِد، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي ؛إذ لا يلزم من وصف الله بالوجود أن يكون له موجد ؛ لأن الوجود نوعان وجود ذاتي ووجود حادث والوجود الذاتي لمن كان موجودا بذاته مستغنيا بنفسه عن غيره فلا يسبقه عدم ولا يلحقه عدم ،وهذا وجود الخالق ،والوجود الحادث لمن كان موجودا بغيره مفتقرا لغيره لإيجاده ،ويسبقه العدم ويلحقه العدم فهذا الذي لابد له من موجد يوجده وخالق يحدثه .
مثال 12 : يزعم بعض الملاحدة أن الأديان مجموعة من الأفكار اخترعها البشر و تناقلوها جيلا بعد جيل بحجة وجود تشابهات كثيرة بين جميع الأديان ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فالتشابه بين الأديان يدلّ أنّ مصدر الأديان واحد ، و ليس أنّ ذلك المصدر بشري وقد اعترى الكثير من الأديان التحريف والتبديل .

مثال 13 : يزعم بعض الملاحدة أن النبي  - صلى الله عليه وسلم  - كان رجلا شهوانيا مزواجا بحجة زواجه من تسع نسوة، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فتعدد الزوجات له أغراض كثيرة فما الدليل أن تعدد زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم  - كان من أجل إشباع الشهوة الجنسية ،وليس لغرض آخر ؟ وهل الرجل لا يتزوج إلا من أجل إشباع الشهوة  وقضاء الوطر ؟ !! والواحد من الرجال قد يتزوج من أجل العفة وإحصان الفرج و غض البصر أو من أجل إنجاب ولد يحمل اسمه أو يساعده أو ينفع به وطنه أو ينفع به دينه أو من أجل تحقيق السكن النفسي والاستقرار العاطفي ليتفرغ لعمله أو لعلمه أو لعبادته لربه أو من أجل إعفاف المرأة التي يتزوجها و تحصين فرجها أو  من أجل حاجته إلى امرأة تقوم بتدبير بيته أو من أجل حاجته إلى امرأة تقوم بتربية وخدمة أولاده أو من أجل تكثير العشيرة و الأهل أو من أجل توثيق الصحبة بينه و بين شخص عن طريق الزواج من أخته أو ابنته أو من أجل إعانة امرأة أرمل على شؤون حياتها وكفالة أولادها ،وغير ذلك من الأسباب والأغراض .

مثال 14 : زعم بعض الملاحدة أن مقولة البعرة تدل على البعير مقولة خاطئة بحجة أنها لم تبين من الفاعل على وجه التحديد  ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ لا يلزم من عدم تعيين الفاعل على وجه التحديد عدم وجود الفاعل ،و الاختلاف في تعيين و تحديد الفاعل لا يمنع من الإقرار بوجود الفاعل ،وعلى سبيل المثال الاختلاف فيمن ألف كتابا لا يعني أن الكتاب ليس له مؤلف ،والاختلاف فيمن بنى منزلا لا يعني أن المنزل ليس له بان مع العلم أن تعيين الفاعل على وجه التحديد يحتاج لأدلة وبراهين تفيد التحديد والتعيين فمثلا احتاج لأدلة وبراهين تدعم قولي أن مؤلف الكتاب هو فلان وليس فلان احتاج لأدلة وبراهين تدعم قولي أن باني البيت هو فلان وليس فلان .
مثال 15 : يزعم بعض الملاحدة أن الكون لا يمكن الحكم عليه أنه منظم بحجة أنه لا يوجد كون آخر يمكن مقارنته بهذا الكون حتى يمكن القول بأن الكون منظم، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ لا يشترط في القول بأن الكون منتظم وجود كون آخر يقارن بكوننا  ، فوصف أي شيء بصفة لا يستلزم وجود مماثل له لكي يوصف و الشيء يوصف عن طريق رؤيته بالبصر أو  الإحساس به عن طريق الحواس الأخرى أو رؤية الشبيه بالبصر أو  الإحساس بالشبيه عن طريق الحواس الأخرى .و لعل الملاحدة خلطوا بين وصف الشيء و مقارنة الشيء بغيره فالمقارنة تحتاج وجود شيء آخر يقارن بالشيء مثل فلان جميل هذا وصف و عند مقارنة فلان بغيره تقول مثلا فلان أجمل من فلان و عند مقارنة نظام شيء بغيره تقول مثلا هذا الشيء أكثر نظاما من هذا الشيء  .

مثال 16 : يزعم بعض الملاحدة أن القول بوجود منظم للكون يستلزم وجود سبب لهذا المنظم ، وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ أن القول بوجود منظم للكون لا يستلزم وجود سبب لهذا المنظم ؛ لأن الذي نظم الكون هو الخالق ،و الخالق ليس كالمخلوق ،و لا يصح أن يُقاس القديم الأزلي الذي لا أول له على الحادث الذي له أول .
مثال 17 : يزعم بعض الملاحدة أن نشأة الحياة ليست دليلا على وجود خالق بدعوى أن الحياة نشأت صدفة عبر سلسلة طويلة من التطور الكيميائي ما قبل الحيوي استمر لملايين السنين ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ على التسليم الجدلي تنزلا مع الملاحدة أن الحياة نشأت صدفة نتيجة سلسلة من التفاعلات فهذا لا ينفي وجود خالق للحياة ؛ لأن الصدفة ليست فاعلة ،ولكنها صفة للفعل الصادر من الفاعل ،والفعل لا يوجد بدون فاعل ،و لو كانت الحياة قد نشأت نتيجة سلسلة من التفاعلات فلابد من وجود موجِد للمواد التي تتفاعل ، ولابد من وجود من أعطى هذه المواد القابلية للتفاعل ،وهذه السلسلة من التفاعلات لها شروط معينة للحدوث فتحتاج إلى من يهيئ لها الشروط المعينة لحدوثها ،وهذه السلسلة من التفاعلات تحتاج إلى من يحافظ عليها كي تعطي نتائجها .

مثال 18 : يزعم بعض الملاحدة أن القول بوجود منشيء للكون لا يصح واستدلوا بوجود الكثير من النظريات التي تفسر نشأة الكون ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ لا تعارض بين وجود تفسير لنشأة الكون وبين وجود منشئ للكون كما لا تعارض بين مخترع الشيء و آلية عمل الشيء.
مثال 19 : يزعم بعض الملاحدة أن الكون لا يحتاج لخالق يديره ويدبر أمره واستدلوا بأن الكون محكوم بقوانين ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ ليس معنى وجود قوانين تحكم الكون أن الكون مستغني عمن يدبر أمره ويسيره وفق هذه القوانين  ،ومن يتصور أن وجود قوانين تحكم الكون يعني الاستغناء عمن يدبر أمره و يسيره وفق هذه القوانين كمن يعتقد أن القوانين التي تعمل بها السيارة يمكن أن تسير السيارة دون الحاجة لمن يقودها و كمن يعتقد أن القوانين التي تعمل بها الطائرة يمكن أن تجعلها تطير دون الحاجة لمن يقودها و كمن يعتقد أن القوانين الحسابية يمكن أن تجري عملية حسابية دون الحاجة إلى محاسب مالي [15] ، ولا يخفى على عاقل تفاهة هذا الاعتقاد  إذ قوانين الكون ليست عندها المقدرة على تدبير و سير الكون سواء أكانت مجتمعة أم متفرقة، و قوانين السيارة ليست عندها المقدرة على قيادة السيارة سواء أكانت مجتمعة أم متفرقة ،و قوانين الطائرة ليست عندها المقدرة على طيران الطائرة سواء أكانت مجتمعة أم متفرقة و وجود قوانين تحكم الكون و يسير بها لا يمنع و لا يستلزم عدم وجود خالق للكون بل وجود قوانين تحكم الكون و يسير بها تدل بوضوح على وجود مقنن لهذه القوانين يحفظها ويرعاها و يجعلها مستمرة ثابتة مطردة .
مثال 20 : يزعم بعض الملاحدة أن نقض العلم الحديث للحتمية وانهيارها في العالم دون الذري يستلزم انهيار السببية ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ نقض الحتمية لا يستلزم نقض السببية ،و أن لكل حدث محدِث أو لكل فعل فاعل وفرق بين الجزم بوجود فاعل للحدث و بين توقع وقوع الحدث على نحو معين ،و غاية ما وصل إليه العلم عدم القدرة على التنبؤ الدقيق بسلوك الجسيمات في العالم الذري وتحت الذري في المستقبل  ،و أن التنبؤ بسلوك الإلكترون في المستقبل سيكون احتماليا و ليس حتميا ،وفي هذا إبطال للمذهب الحتمي الذي كان سائدا عند علماء الغرب خاصة في القرن التاسع عشر الميلادي قبل ظهور ميكانيكا الكم ،و لما تبين للعلماء أن في المستوى الذري و في المستوى تحت الذري لا يوجد إلا احتمال ،ولا يمكن التحدث عن يقين ؛ لأن الضوئيات ( الفوتونات photons  ) لا تسلك مسلكا مطردا باستمرار زالت قداسة الجبرية – أي الحتمية - في القوانين العلمية ،وأصبحت هذه القوانين مجرد صيغ احتمالية تعبر عن الحالات الأكثر وقوعا لا عن حتمية الوقوع على نحو دقيق صارم [16] .
مثال 21 : ينكر الملاحدة البعث بعد الموت و يستدلون على ذلك أنهم لا يتصورن إعادة أجسادهم بعدما تهلك وتتحلل  ،و الحكم على الشيء فرع عن تصوره  ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ عدم تصور إعادة الجسد بعدما يهلك ويتحلل لا يعني امتناعه في نفسه فقد تعجز العقول عن تصور أمور كثيرة كعجزها عن تصور حقيقة العقل رغم أنه داخلنا ولا يمكن أن نفكر بلا عقل و عجزها عن تصور حقيقة الروح رغم أنها بداخلنا ، فإذا كان هذا الشأن في معرفة أقرب الأشياء من الإنسان وألصقها به، فهل يطمع الإنسان أن يخضع بعقله أفعال الله سبحانه لقوانين البشر وقدراتهم ،و الشيء الذي لا نشاهده في الواقع الحسي لا يلزم عقلاً أن يكون غير ممكن الوجود ، فعدم الوجود لا يدل على استحالة الوجود .

مثال 22 : يزعم بعض الملاحدة أن الله غير موجود بحجة أننا لا نراه وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فعدم رؤية الشئ لا يعني عدم وجوده ،و في الكون أشياء كثيرة لا ترى كالروح و الحياة و العقل ،ورغم ذلك يؤمن الناس بوجودها لأثرها فلما لا نؤمن بوجود الله ،وهو لا يُرى في الدنيا ،و الآثار على وجوده أكثر من الآثار على وجود الروح و الحياة و العقل ؟!!! .وهذه النباتات والحيوانات والبحار و المحيطات و الأنهار والجبال ، وكل ما نشاهده في هذا الكون وجدت بعد أن لم تكن فمن الذي أوجدها ؟

مثال 23 : ينكر بعض الملاحدة الخلق من العدم بحجة عدم تصورهم حصول شيء من لا شيء ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فعدم تصورهم حصول شيء من لا شيء لا يعني امتناعه في نفسه، فقد تعجز العقول عن تصور أمور كثيرة كعجزها عن تصور حقيقة الروح رغم أنها داخلنا ، فإذا كان هذا الشأن في معرفة أقرب الأشياء من الإنسان وألصقها به، فهل يطمع الإنسان أن يخضع بعقله أفعال الله سبحانه لقوانين البشر وقدراتهم .

مثال 24 : يستدل بعض الملاحدة أن الحيوان الأرقى تطور من الحيوان الأدنى  بحجة أن في علم الحفريات الحيوان الأرقى جاء و ظهر إلى الوجود بعد الحيوان الأدنى مما يدل أن الحيوان الأرقى تطور من الحيوان الأدنى   ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فلا تلازم بين ظهور الحيوان الأرقى بعد الحيوان الأدنى و بين تطور الحيوان الأرقى من الحيوان الأدنى .

مثال 25 : يستدل بعض الملاحدة على صحة نظرية التطور بوجود تشابهات بين الكائنات الحية ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فالتشابه بين الكائنات لا يستلزم أن يكون أحد المتشابهين أصلاً والآخر فرعاً ،و لا ينفي خروج كل نوع من بداية خاصة , و  إنما يدل هذا التشابه على أن خالق جميع الكائنات الحية واحد لا أن أصلهم مشترك ، و هل وجود العجلة في الدراجة وفي السيارة وفي الطائرة وفي القطار يدل على أن السيارة تطورت آليًّا من الدراجة ثم تطورت إلى الطائرة أو إلى القطار. وإنما يدل أن جميع هذه الأشياء  من تصميم الإنسان، أي يرجع إلى مصمم واحد هو الإنسان. ومثال آخر جميع الأبنية بمختلف أشكالها وأنواعها ترجع إلى وحدات أساسية هي الطوب  ولا يمكن لأحد الإدعاء بأن بعضها تطور عن البعض الآخر استنادًا إلى تشابه لَبِنَات البناء ،وعليه فوجود التشابهات بين جميع الكائنات الحية يدل على خالق مشترك وليس أصل مشترك.
مثال  26 : يزعم بعض الملاحدة أن الإنسان الحالي كان متطورا عن الإنسان في الماضي بحجة أن الإنسان في الماضي يخالف الإنسان الحالي في بعض الأمور  ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فعلى فرض وجود إنسان في الماضي يخالف الإنسان الحالي في بعض الأمور  فهذا لا يستلزم أن يكون الإنسان الحالي متطورا عن الإنسان في الماضي ،و لا دليل معتبر على أن الإنسان في الماضي بخلاف الإنسان الحالي  كما يدعي بعض دعاة التطور و كل ما يقولونه من أن الإنسان في الماضي كان شبه عاري  و كان لا يعرف الكتابة و كان و كان لا أثارة  عليه من علم إن يتبعون إلا الظن الخالي من دليل يرجحه فهل شاهدوا الإنسان البدائي و هل كانوا معه و هل عاشروه   و لو سلمنا جدلا بمشاهدتهم بعض الناس القدامى فهذا البعض ليس دليلا جازما أنه ينطبق على الكل .

مثال 27 : يستدل بعض الملاحدة على صحة نظرية التطور  بولادة أطفال مشوهين أو غير محددي الجنس ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فلا علاقة بين ولادة أطفال مشوهين أو معاقين  أو غير محددي الجنس بالتطور  فولادة أطفال مشوهين  ما هو إلا تشوه في بعض أفراد النوع الواحد ، و ليس  تشوه   بتحول بعض أفراد الإنسان إلى نوع آخر  ،  و تشوهات الجنين ليست فقط بسبب العوامل الوراثية فلها أسباب عديدة أخرى مثل : إصابة الطفل بالداء السكري  ، و إدمان الأم الحامل للكحول أو التبغ ، و اختلاف فئات الدم بين الأب و الأم ، و الاضطرابات الصبغية و إصابة الحامل ببعض الأمراض المعدية كالحصبة الألمانية و التوكسوبلازما  و تعرض الأم للأشعة السينية قبل الشهر السادس من الحمل و تناول الحامل بعض الأدوية   .
مثال 28 : يستدل بعض الملاحدة على صحة نظرية التطور  بوجود الزائدة الدودية زاعمين أن العلماء لا يعرفون لها فائدة ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فعلى التسليم الجدلي بعدم توصل العلم في الوقت الحالي إلى معرفة أهمية الزائدة الدودية فهذا ليس دليلا على عدم  وجود فائدة لها، فلعل لها فوائد عظيمة تُكتشف في المستقبل ،و الجزم بعد وجود فائدة لها لمجرد عدم معرفة العلماء في الوقت الحالي لأهميتها كمثل أن يرى شخص ساعة، ثم يعرف جميع آلاتها وأجهزتها ولا يعرف فائدة آلة وحكمتها، فيدعي أن هذه الآلة التي لا يعرف فائدتها زائدة و لا أهمية لها ،وقد أثبت العلم الحديث أن للزائدة الدودية العديد من الفوائد منها أنها مكان تعيش فيه أنواع من البكتيريا المتعايشة المفيدة للإنسان في عملية الهضم ،ولها دور في محاربة جسم الإنسان للميكروبات ،و الزائدة الدودية بالنسبة للجهاز الهضمي كاللوزتين بالنسبة للجهاز التنفسي.

مثال 29 : زعم بعض الملاحدة أن اعتقاد المؤمنين أن الله كلي القدرة خطأ بحجة عدم تعلق القدرة الإلهية بكسر القوانين العقلية وقلبها ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي إذ ليس معنى أن الله على كل شيء قدير أن نصف الله بالقدرة على فعل شيء لا يليق به سبحانه و تعالى أن يفعله ،و أي عاقل لا يحب أن يصفه إنسان بالقدرة على فعل ما لا يليق به أن يفعله  ،و أنت أيها القارئ  إذا وصفك إنسان بالقدرة على فعل شيء لا يليق بك أن تفعله  تغضب ،وتقول كيف تصفني بالقدرة على فعل ذلك وهو فعل مشين أتسبني  ؟ولله المثل الأعلى ،و من يعتقد أن من كمال قدرة الخالق القدرة على فعل أي شيء و إن كان لا يليق كمن يعتقد بجواز نسبة النقص إلى الله  ، والخالق منزه عن النقص ،و مخالفة القوانين العقلية وقلبها أمر لا يقبله عاقل ،ويترفع العقلاء عن القول به ، لأن مخالفة القوانين العقلية وقلبها عبث لا فائدة منه ،ويلزم منه الوقوع في التناقض فكيف ننسب لله القدرة على شيء يترفع عنه العقلاء ،وهو متصف بكمال العلم وكمال الحكمة و منزه عن النقص ؟!!!
مثال 30 :زعم بعض الملاحدة أن الله غير موجود بحجة وجود مجاعات تجتاح الكثير من البشر ومصائب تصيب الناس ،و لو كان الله موجودا لما حدثت المصائب ،و لما حدثت المجاعات ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي  فلا رابط صحيح يذكر بين حدوث المجاعات والمصائب و بين نفي وجود الله ،و حدوث المجاعات والمصائب لا يستلزم ولا يقتضي نفي وجود الله فلا يوجد مانع أن يكون من مشيئة الله في بعض خلقه حدوث ذلك ابتلاءا وامتحانا للناس فالمؤمن يصبر على ذلك ويقول كله قضاء الله وقدره نحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والزائغ يتبجح ويعترض ويقول لماذا أراد الله ذلك لماذا فعلت ذلك يا الله ؟ و لا يوجد مانع عقلي أن تكون هناك حِكَم  من إرادة ذلك تعلو على إدراك البشر .

مثال 31 : زعم بعض الملاحدة أن الكون لا يحتاج إلى خالق لينشأ بحجة أن طاقة الكون الكلية تساوي صفرا ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فعلى التسليم الجدلي أن طاقة الكون الكلية - على ما يدعي البعض-  تساوي صفرا فلا رابط صحيح معتبر بين كون طاقة الكون الكلية تساوي صفرا ،و كون الكون لا يحتاج إلى خالق إذ وجود الكون في حد ذاته آية واضحة وحجة بينة على وجود خالق له ،ولا مانع من أن يكون الخالق قد جعل طاقة الكون الكلية  صفرا مع العلم أنه لا يوجد مستند علمي في دعوى الملاحدة أن طاقة الكون الكلية تساوي صفر .

مثال 32 : زعم بعض الملاحدة أن من الواجب علينا الاقتداء بالغرب في السلوك والأخلاق بحجة أنهم متقدمون في العلم والتكنولوجيا ،وهذا استدلال غير صحيح وغير منطقي فالتقدم في العلوم والتكنولوجيا لا يستلزم الوصول للحق في السلوك والأخلاق والدين ،وكم رأينا من شخص ناجح علميا لكنه فاسد أخلاقيا ،والنجاح في شيء لا يستلزم النجاح في جميع الأشياء ،والتفوق في فن لا يستلزم التفوق في جميع الفنون ،والسير على طريق الغرب في العلم والتكنولوجيا لا يستلزم السير على طريقهم في السلوك والأخلاق والدين ,
.

هذا و الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات  







[1] - المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا 1/564
[2] - قاعدة في المحبة لابن تيمية ص 255

[3] - موقف ابن تيمية من الأشاعرة  لعبد الرحمن صالح المحمود ص 245
[4] -  مثل الحمى مجهولة السبب fever of unknown origin  و الحكة غير معروفة السبب essential pruritus و فرفرية نقص الصفائح الدموية المجهولة السبب Idiopathic thrombocytopenic purpura .
[5] - حديث صحيح : صحيح الجامع الصغير للألباني حديث رقم 5546
[6] - حديث صحيح : صحيح الجامع الصغير للألباني حديث رقم 5041
[7] - حديث حسن :   صحيح الجامع الصغير للألباني حديث رقم 1880
[8] - حديث صحيح : صحيح الجامع الصغير للألباني حديث رقم 1890
[9] - الأصل أن العادات لا تحتاج لإثبات أما نفيها فهو الذي يحتاج لإثبات ؛ لأن نفي العادة المستقرة  مما تتوافر الدواعي والهمم على نقلها
[10] - غياب الجلد الذي يغطي مقدمة القضيب لا يمنع من الجماع ، و لا يمنع من قذف السائل المنوي في المهبل أثناء الجماع  أي لا يمنع من إيصال السائل المنوي إلى المهبل أثناء الجماع ،وبالتالي لا يفقد الرجل خصوبته و قدرته على الإنجاب .
[11] - انظر السيرة لابن إسحاق ص 245 ، و الطبقات الكبرى لابن سعد 3/4 و المعجم الكبير للطبراني 22/444 و السيرة النبوية لابن حبان 1/62
[12] - المبال التحتاني أو الإحليل التحتي  هو تشوه خلقي في مجرى البول ،وقد يترافق معه إنحناء القضيب chordee وتشوه القلفة حسب شدة الحالة ،و ينتهي مجرى البول meatus  في مكان ما على طول الجانب السفلي من القضيب (تحتاني = تحت) بدلاً من طرفه بمعنى أن فتحة خروج البول أسفل المكان الطبيعى فى نهاية القضيب  .
[13] - رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 273 ،و رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 224

[14] - وكون الخالق يعطي نعما لبعض خلقه وينزع هذه النعم من بعض خلقه فهذه لحكم كثيرة منها الابتلاء والاختبار و رفع الدرجات و رؤية عبادة الصبر من عباده المحرمين من هذه النعم  ورؤية عبادة الشكر من عباده الذين وهبهم هذه النعم ،ولولا المرض ما عرفت قيمة العافية و لولا الفقر ما عرفت قيمة الغنى ولولا الخوف ما عرفت قيمة الأمن و لولا الجهل ما عرفت قيمة العلم وبضدها تتميز الأشياء .
[15] - ذكرنا هذه الأمثلة لبيان تفاهة معتقد الملاحدة إذ من المعروف أن حكم الشيء حكم مثيله ﻭأﻥ ﻣﺎﻳﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻳﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻴﻠﻪ و قوانين الكون كقوانين السيارة ،وكقوانين الطائرة بجامع أنها قوانين .

[16] - مدخل جديد إلى الفلسفة للدكتور عبد الرحمن بدوي ص 92