الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

ما حكم قولك صدق الله العظيم بعد تلاوة القرآن ؟



لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أن قال بعد قراءة القرآن صدق الله العظيم و لما أراد النبي من ابن مسعود أن يكف عن القراءة لم يقل له صدق الله العظيم بل قال حسبك ،و إذا كانت صدق الله العظيم كلمة طيبة في هذا الموضع فلما لم يبينها النبي صلى الله عليه وسلم و هل النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف أنها طيبة و لن نكون أكثر أدبا مع القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه .


هل غابَتَ جملة صدق الله العظيم عن القرون الثلاثة المُفَضَّلة الأولى المَشهود لها بالخَيرية، وعَن القرون التي تَلَتها بما فيهم عَصر الأئمة الأربعة، وعن القُرون التالية حتى عَرَفها الناس بعدهم ،و لو كان التَّلفُّظ بصدق الله العظيم خيرًا لسبقنا إليها السلف الصالح .


قال النبي -صلى الله عليه وسلم -لعَبد الله بن مَسعود - رَضي الله عَنه- : "اقْرأ عَليَّ القُرآن"، فقال: يا رَسولَ الله أقرأ عَليَك وعَلَيك أنزِل؟! قال: "إنِّي أحِبُّ أن أسمَعَه مِن غَيري"، فقرأتُ عليه سُورَة النِّساء. حتَى جِئتُ إلى هذه الآية: (فكيف إذا جِئنا مِن كُلِّ أمَّة بِشَهيدٍ وجِئنَا بِكَ على هؤلاءِ شَهيدًا) ( سورة النساء الآية 41 ) قال: "حَسبُك الآن"، فالتَفَتَ إليه فإذا عَيناه تَذرِفان. [مُتفق عَليه] فلم يقل له صدق الله العظيم مع وجود مقتضى إنهاء القراءة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق