الجمعة، 14 ديسمبر 2012


 
هل إتباع السلف تشدد و تعسير على الناس ؟



عجبا لمن يقولون إتباع السلف تشدد و تعسير على الناس و عدم رأفة بالناس مع أن إتباع السلف عين الرحمة بهم إذ ما أجمع عليه السلف فلا يصح معارضته ؛ لأن الأمة لا تجتمع على باطل و لا تجتمع على ترك حق


و كون السلف اتبعوا الله – سبحانه و تعالى - و رسوله - صلى الله عليه و سلم - في ترك جميع البدع الدينية فهذا رحمة بالناس حتى يعملوا ما يصح و يقبل ، و ليس ما تشتهيه أنفسهم بعقولهم القاصرة .


وكون السلف اتبعوا الله – سبحانه و تعالى - و رسوله - صلى الله عليه و سلم - في تحريم ما حرم الله و رسوله - صلى الله عليه و سلم - و تحليل ما أحل الله– سبحانه و تعالى - و رسوله - صلى الله عليه و سلم - فهذا رحمة بالناس حتى لا يقعوا فيما حرم الله – سبحانه و تعالى - فيدخلوا النار ، و الله– سبحانه و تعالى - لم يحرم شيئا إلا لحكمة و فائدة تعود على المكلف ففعل الحرام يفوت على الناس مصالح و أشد منه أنه يسبب غضب الله الملك المنتقم الجبار المتفضل علينا بالنعم و نحن نبارزه بالمعاصي ،و تحريم الحرام الخبيث من إحسان الله على العباد بمنع ما يضرهم .

و كون السلف اتبعوا سنة الرسول - صلى الله عليه و سلم في فعل المندوبات ، و عضوا عليها بالنواجذ كالصيام المسنون و الصلاة المسنونة و كثرة الاستغفار و الذكر و السواك و تقصير ثياب الرجل فهذا يزيد في كمال إيمان الناس ، و جزاء إتباع سنة إتباع سنة مثلها كما أن جزاء حسنة حسنة مثلها ، و إتباع السنن من علامات محبة الرسول - صلى الله عليه و سلم و محبة الرسول - صلى الله عليه و سلم من علامات محبة الله - سبحانه و تعالى – و كفى بهذه فائدة .

و كون السلف اتبعوا سنة الرسول - صلى الله عليه و سلم في ترك المكروهات ؛ لأن ترك المكروهات فيه حفاظ على جانب الحرام و للحرص على الفضائل و سمو الخلق .

و كون شرع الله حق و السلف يتبعون شرع الله ، و من على مذهب السلف يتبعون السلف في إتباعهم شرع الله فكيف يقال من يتبع شرع الله متشددا وهو يتبع ما شرعه الله الحق ، ومن لا يتبع الحق فهو يتبع الضلال إذ ماذا بعد الحق إلا الضلال ؟!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق