موقع المختار الإسلامي - مغالطات أكذوبة أن وقوع المصائب والمجاعات دليل على عدم وجود خالق
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .
ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .
وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل صحيح وادعاءات بلا مستند راجح ، ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى ومغالطة تلو المغالطة و دعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .
وفي هذا المقال إن شاء الله وقدر سنتناول مغالطات أكذوبة يرددها الكثير من الملاحدة ألا وهي أن وقوع المصائب والمجاعات دليل على عدم وجود خالق للكون و منهم من يدعي أن وقوع المصائب والمجاعات لا يتسق مع وجود خالق للكون و منهم من يدعي أنه لا تعلم حكمة ولا فائدة من وقوع المصائب والمجاعات مما يدل على العبثية وعدم وجود خالق ومنهم من يقول وقوع المصائب والمجاعات أمر يستبشعه ويستنكره أي إنسان ،ولو كان هناك خالق لمنع وقوع المصائب والمجاعات ولما حدثت المصائب والمجاعات .
وقد وقع الملاحدة في العديد من المغالطات في اتخاذهم وقوع المصائب والمجاعات دليلا على عدم وجود خالق ،ومن هذه المغالطات أن الملاحدة هداهم الله يحاولون إبطال حقيقة مثبتة بكلام نظري رغم أن الحقائق المثبتة لا تنقض و لا تبطل بالكلام النظري بل الحقائق المثبتة تبطل و تنقض الكلام النظري إذا كان مخالفا لها ،و الحقيقة المثبتة هي وجود خالق للكون والكلام النظري هو الاستدلال على عدم وجود خالق للكون بحجة وقوع المصائب والمجاعات إذ العلم بوجود خالق للكون كالعلم بوجود كاتب للكتابة و بانٍ للبناء و مؤثر للأثر وفاعل للفعل ومحدث للحدث ،وهذه القضايا المعينة الجزئية لا يشك فيها أحد من العقلاء ولا يفتقر في العلم بها إلى دليل فكيف يكون هناك دليل على بطلانها ؟!!
ومن المغالطات الاستدلال على عدم وجود شئ استناداً على عدم وجود شئ آخر رغم عدم التلازم بين عدم وجود الأول وعدم وجود الثاني مثل من يقول محمد غير موجود بالمدرسة لأني لم أره داخل المدرسة فهذا استدلال ساقط إذ ليس معنى عدم رؤية الشخص لمحمد في المدرسة أن محمدا غير موجود بالمدرسة فربما كان محمد بالمدرسة ولم يره الشخص ،و الملاحدة هداهم الله قالوا يوجد مجاعات تجتاح الكثير من البشر ،وتوجد مصائب تصيب الناس ،و لو كان الله موجودا لما حدثت المصائب ،و لما حدثت المجاعات و هذا استدلال عقيم وفهم سقيم إذ ليس معنى موت الأطفال جوعا أن الله غير موجود إذ ما المانع من أن يكون من تصرف الله في خلقه أن تحدث مجاعات و مصائب لبعض الخلق لحكم يعلمها .
و لا رابط صحيح يذكر بين حدوث المجاعات والمصائب و بين نفي وجود الله ،و حدوث المجاعات والمصائب لا يستلزم ولا يقتضي نفي وجود الله فلا يوجد مانع أن يكون من مشيئة الله في بعض خلقه حدوث ذلك ابتلاءا وامتحانا للناس فالمؤمن يصبر على ذلك ويقول كله قضاء الله وقدره نحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والزائغ يتبجح ويعترض ويقول لماذا أراد الله ذلك لماذا فعلت ذلك يا الله ؟ و لا يوجد مانع عقلي أن تكون هناك حِكَم من إرادة ذلك تعلو على إدراك البشر .
و من يستدل على عدم وجود خالق للكون بحجة وقوع المصائب والمجاعات لعدم اتساق ذلك مع وجود خالق في نظره كمن يستدل على عدم وجود كاتب للكتابة بحجة وجود شيء في الكتابة لا يتسق مع وجود كاتب في نظره و كمن يستدل على عدم وجود بانٍ للبناء بحجة وجود شيء في البناء لا يتسق مع وجود بان في نظره ولا يخفي على كل ذي لب بطلان هذا الاستدلال ؛ لأنه يستدل على بطلان شيء لا يصدق أي عاقل بطلانه أضف إلى ذلك عدم الرابط الصحيح بين المقدمة والنتيجة وبين الدليل والمدلول .
و قد احتج الملاحدة بالجهل فلأنهم لم يروا حكمة في وقوع المصائب والمجاعات اعتقدوا أنه لا حكمة وبالتالي لا وجود للخالق في نظرهم وهذا احتجاج غير مسلم فعدم علمهم بالحكمة من وجود الشيء لا يستلزم عدم وجود حكمة من وجوده ،ولا مانع عقلي من أن تكون الحِكم موجودة لكنهم يجهلونها فعدم العلم بالحكمة ليس علما بعدم وجود حكمة ،و أي صانع يمكن أن يحدث في صنعته شيء لا يفهم غيره ما الحكمة منه ولا يعرف غيره لما فعل ذلك فلا تقل لي بما أن في الصنعة شيء غير مفهوم إذاً لا يوجد صانع لها.
و استبشاع حدوث المجاعات والمصائب دليل على الملاحدة وليس دليل لهم فكونهم يستبشعون حدوث المجاعات والمصائب فهذا دليل على وجود كائن متعالي وضع فيهم مثل هذه المشاعر ،والمادة جامدة لا تستبشع ولا تكره ولا تغضب فالملاحدة بين خيارين لا ثالث لهما إما أن يؤمنوا بوجود أخلاق لهم مثل الشفقة والرحمة والعطف على الأبرياء و بذلك يؤمنون بوجود مصدر غير مادي تسبب في نشأتها،وإما ألا بعترف بوجود أخلاق لهم وبذلك يصبحون كائنات غير أخلاقية مثلهم مثل الجماد .
وشفقة الملاحدة على من يتعرض لمصيبة أو مجاعة دليل على وجود كائن متعالي وضع فيهم مثل هذه المشاعر ولا يمكن أن تكون المادة هي التي وضعت فيهم هذه المشاعر ؛ لأن المادة جامدة ليس لديها الشعور بالشفقة أو الرحمة و كيف تكون المادة مصدرا لشيء غير مادي ،ومن المعلوم أن فاقد الشيء لا يعطيه ؟!!!
و دليل وجود خالق للكون ليس أن الرفاهية و اليسر والرخاء والسرور و الاغتناء والشبع والامتلاء هو الموجود في الكون فقط فإن وجدنا قحط و عسر و شدة و حزن و فقر و جوع قلنا لا يوجد خالق للكون بل دليل وجود خالق للكون هو الكون نفسه بكل ما فيه من خير و شر من يسر و عسر من غني و فقر من شبع و جوع من رخاء و شدة .
وختاما المصائب ،والمجاعات التي تحدث لبعض الناس قد تكون عقوبة لهم على ذنب اقترفوه ، وقد تكون ابتلاء وامتحان لهم ليظهر صبرههم أو جزعهم، وقد تكون لرفع منزلتهم، وإعظام مثوبتهم، فإنه تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم و بالمصائب تعرف نعمة العافية ،ولولا الفقر ما عرف الغني ،ولولا الجوع ما عرف الشبع ،و لولا العسر ما عرف اليسر ،والحياة الدنيا ليست نهاية المطاف فرب محروم في الدنيا منعم في الآخرة ،ورب فقير في الدنيا غني في الآخرة .
هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .
ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .
وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل صحيح وادعاءات بلا مستند راجح ، ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى ومغالطة تلو المغالطة و دعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .
وفي هذا المقال إن شاء الله وقدر سنتناول مغالطات أكذوبة يرددها الكثير من الملاحدة ألا وهي أن وقوع المصائب والمجاعات دليل على عدم وجود خالق للكون و منهم من يدعي أن وقوع المصائب والمجاعات لا يتسق مع وجود خالق للكون و منهم من يدعي أنه لا تعلم حكمة ولا فائدة من وقوع المصائب والمجاعات مما يدل على العبثية وعدم وجود خالق ومنهم من يقول وقوع المصائب والمجاعات أمر يستبشعه ويستنكره أي إنسان ،ولو كان هناك خالق لمنع وقوع المصائب والمجاعات ولما حدثت المصائب والمجاعات .
وقد وقع الملاحدة في العديد من المغالطات في اتخاذهم وقوع المصائب والمجاعات دليلا على عدم وجود خالق ،ومن هذه المغالطات أن الملاحدة هداهم الله يحاولون إبطال حقيقة مثبتة بكلام نظري رغم أن الحقائق المثبتة لا تنقض و لا تبطل بالكلام النظري بل الحقائق المثبتة تبطل و تنقض الكلام النظري إذا كان مخالفا لها ،و الحقيقة المثبتة هي وجود خالق للكون والكلام النظري هو الاستدلال على عدم وجود خالق للكون بحجة وقوع المصائب والمجاعات إذ العلم بوجود خالق للكون كالعلم بوجود كاتب للكتابة و بانٍ للبناء و مؤثر للأثر وفاعل للفعل ومحدث للحدث ،وهذه القضايا المعينة الجزئية لا يشك فيها أحد من العقلاء ولا يفتقر في العلم بها إلى دليل فكيف يكون هناك دليل على بطلانها ؟!!
ومن المغالطات الاستدلال على عدم وجود شئ استناداً على عدم وجود شئ آخر رغم عدم التلازم بين عدم وجود الأول وعدم وجود الثاني مثل من يقول محمد غير موجود بالمدرسة لأني لم أره داخل المدرسة فهذا استدلال ساقط إذ ليس معنى عدم رؤية الشخص لمحمد في المدرسة أن محمدا غير موجود بالمدرسة فربما كان محمد بالمدرسة ولم يره الشخص ،و الملاحدة هداهم الله قالوا يوجد مجاعات تجتاح الكثير من البشر ،وتوجد مصائب تصيب الناس ،و لو كان الله موجودا لما حدثت المصائب ،و لما حدثت المجاعات و هذا استدلال عقيم وفهم سقيم إذ ليس معنى موت الأطفال جوعا أن الله غير موجود إذ ما المانع من أن يكون من تصرف الله في خلقه أن تحدث مجاعات و مصائب لبعض الخلق لحكم يعلمها .
و لا رابط صحيح يذكر بين حدوث المجاعات والمصائب و بين نفي وجود الله ،و حدوث المجاعات والمصائب لا يستلزم ولا يقتضي نفي وجود الله فلا يوجد مانع أن يكون من مشيئة الله في بعض خلقه حدوث ذلك ابتلاءا وامتحانا للناس فالمؤمن يصبر على ذلك ويقول كله قضاء الله وقدره نحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والزائغ يتبجح ويعترض ويقول لماذا أراد الله ذلك لماذا فعلت ذلك يا الله ؟ و لا يوجد مانع عقلي أن تكون هناك حِكَم من إرادة ذلك تعلو على إدراك البشر .
و من يستدل على عدم وجود خالق للكون بحجة وقوع المصائب والمجاعات لعدم اتساق ذلك مع وجود خالق في نظره كمن يستدل على عدم وجود كاتب للكتابة بحجة وجود شيء في الكتابة لا يتسق مع وجود كاتب في نظره و كمن يستدل على عدم وجود بانٍ للبناء بحجة وجود شيء في البناء لا يتسق مع وجود بان في نظره ولا يخفي على كل ذي لب بطلان هذا الاستدلال ؛ لأنه يستدل على بطلان شيء لا يصدق أي عاقل بطلانه أضف إلى ذلك عدم الرابط الصحيح بين المقدمة والنتيجة وبين الدليل والمدلول .
و قد احتج الملاحدة بالجهل فلأنهم لم يروا حكمة في وقوع المصائب والمجاعات اعتقدوا أنه لا حكمة وبالتالي لا وجود للخالق في نظرهم وهذا احتجاج غير مسلم فعدم علمهم بالحكمة من وجود الشيء لا يستلزم عدم وجود حكمة من وجوده ،ولا مانع عقلي من أن تكون الحِكم موجودة لكنهم يجهلونها فعدم العلم بالحكمة ليس علما بعدم وجود حكمة ،و أي صانع يمكن أن يحدث في صنعته شيء لا يفهم غيره ما الحكمة منه ولا يعرف غيره لما فعل ذلك فلا تقل لي بما أن في الصنعة شيء غير مفهوم إذاً لا يوجد صانع لها.
و استبشاع حدوث المجاعات والمصائب دليل على الملاحدة وليس دليل لهم فكونهم يستبشعون حدوث المجاعات والمصائب فهذا دليل على وجود كائن متعالي وضع فيهم مثل هذه المشاعر ،والمادة جامدة لا تستبشع ولا تكره ولا تغضب فالملاحدة بين خيارين لا ثالث لهما إما أن يؤمنوا بوجود أخلاق لهم مثل الشفقة والرحمة والعطف على الأبرياء و بذلك يؤمنون بوجود مصدر غير مادي تسبب في نشأتها،وإما ألا بعترف بوجود أخلاق لهم وبذلك يصبحون كائنات غير أخلاقية مثلهم مثل الجماد .
وشفقة الملاحدة على من يتعرض لمصيبة أو مجاعة دليل على وجود كائن متعالي وضع فيهم مثل هذه المشاعر ولا يمكن أن تكون المادة هي التي وضعت فيهم هذه المشاعر ؛ لأن المادة جامدة ليس لديها الشعور بالشفقة أو الرحمة و كيف تكون المادة مصدرا لشيء غير مادي ،ومن المعلوم أن فاقد الشيء لا يعطيه ؟!!!
و دليل وجود خالق للكون ليس أن الرفاهية و اليسر والرخاء والسرور و الاغتناء والشبع والامتلاء هو الموجود في الكون فقط فإن وجدنا قحط و عسر و شدة و حزن و فقر و جوع قلنا لا يوجد خالق للكون بل دليل وجود خالق للكون هو الكون نفسه بكل ما فيه من خير و شر من يسر و عسر من غني و فقر من شبع و جوع من رخاء و شدة .
وختاما المصائب ،والمجاعات التي تحدث لبعض الناس قد تكون عقوبة لهم على ذنب اقترفوه ، وقد تكون ابتلاء وامتحان لهم ليظهر صبرههم أو جزعهم، وقد تكون لرفع منزلتهم، وإعظام مثوبتهم، فإنه تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم و بالمصائب تعرف نعمة العافية ،ولولا الفقر ما عرف الغني ،ولولا الجوع ما عرف الشبع ،و لولا العسر ما عرف اليسر ،والحياة الدنيا ليست نهاية المطاف فرب محروم في الدنيا منعم في الآخرة ،ورب فقير في الدنيا غني في الآخرة .
هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق