الرد على قول الملاحدة لا يوجد منشيء للكون لوجود آلهة شتي و كل يدعي أنه الخالق المنشيء للكون
من البديهيات أن حدوث أي فعل يستلزم وجود فاعل له فحدوث الكتابة يستلزم وجود كاتب ،وحدوث البناء يستلزم وجود بان ،وحدوث الضرب يستلزم وجود ضارب ،وحدوث السرقة يستلزم وجود سارق وحدوث القتل يستلزم وجود قاتل .
والجزم بوجود فاعل للفعل لا يعني القدرة على تعيين فاعل الفعل دون الحاجة لأدلة وبراهين تفيد ذلك إذ تعيين فاعل الفعل يحتاج لأدلة وبراهين تفيد تعيين ذلك الفاعل دون غيره ،فحدوث جريمة ما يستلزم وجود مرتكب لها أما معرفة مرتكب الجريمة بعينه وتحديده دون غيره فيحتاج لأدلة وبراهين تفيد ذلك ،وحدوث كتابة على ورقة يستلزم وجود كاتب لها أما معرفة كاتب الورقة بعينه وتحديده دون غيره فيحتاج لأدلة وبراهين تفيد ذلك ،ورسم منظر طبيعي خلاب يستلزم وجود رسام مبدع أما معرفة من رسم هذا المنظر الطبيعي بعينه وتحديده دون غيره فيحتاج لأدلة وبراهين تفيد ذلك.
وهذا الكون الذي نعيش فيه له لحظة بداية ولحظة تكوين ولحظة إنشاء ،وهذا يستلزم وجود مبدئ ومكون و منشئ له ،وهو الإله الخالق ،ومعرفة من هو هذا الإله الخالق وتعيينه يحتاج لأدلة وبراهين تفيد ذلك ،وهذه الأدلة والبراهين لابد أن تكون موجودة ظاهرة واضحة إذ لا يعقل أن من خلق هذا الكون بهذا الإبداع وهذا التناسق وهذا الجمال وهذا النظام و هذا الاتساع لا يضع للناس أدلة تدل عليه و تعرف الناس به ،وإذا كان من اخترع شيئا من الأشياء يبين للناس أنه مخترع ذلك الشيء بل ويغضب إذا نسب الاختراع لغيره فكيف بمن أبدع السموات و الأرض ،وخلق هذا الجمال على غير مثال ؟!!
ومنطق الملاحدة في نشأة الكون أن مادام يوجد عدة احتمالات لمنشئ الكون فلا يصح أن يقال أن للكون منشئ مع أن الإقرار بوجود منشئ للكون شيء ،وتعيين ذلك المنشئ على وجه التحديد شيء آخر ،وعلى التسليم الجدلي تنزلا مع الملاحدة أني لا أعرف من منشئ الكون على وجه التحديد فهذا لا ينفي أن للكون منشئ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق