الأحد، 15 يناير 2017

موقع المختار الإسلامي - شبهة عدم إتيان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بمعجزة ودحضها



         

           شبهة عدم إتيان النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزة و دحضها

قال منكرو الرسالة المحمدية أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يأت بمعجزة ،و لقد أنكر القرأن أن يكون لمحمد صلى الله عليه و سلم أى معجزات و هذا فى أيات عديدة كقوله تعالى : ﴿ مَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً [1] و الجواب على ذلك أن الآية نفسها تدحض هذه الشبهة فمعنى الآية وما منعَنا من إنزال المعجزات التي سألها المشركون إلا تكذيب مَن سبقهم من الأمم، فقد أجابهم الله إلى ما طلبوا فكذَّبوا وهلكوا. وأعطينا ثمود -وهم قوم صالح- معجزة واضحة وهي الناقة، فكفروا بها فأهلكناهم. وما إرسالنا الرسل بالآيات والعبر والمعجزات التي جعلناها على أيديهم إلا تخويف للعباد؛ ليعتبروا ويتذكروا [2] فالكلام عن آيات معينة و ليس عدم الإتيان بأي آية ،و هذه الآيات هي : ﴿ وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً*أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً أو يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً[3] و هذه الآيات التي طالب بها المشركون طالبوا بها تمطعا ، والامتناع عن إعطاء الأيات التى يطلبها الكافرون تمطعاً و عناداً موجود في كتبهم ففي إنجيل متى : (( فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه .  فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية.الحق اقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية ))[4]  .
و أيضا شبهة أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يأت بمعجزة يغني فسادها عن إفسادها فالقرآن الكريم ، والأخبار ، والأحاديث المتواترة ، التي جمعها المحدّثون في كتبهم ، اتفقت جميعها على حدوث كثير من المعجزات على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنّها كانت بتسديد من الله عزَّ وجل و قد نص القرأن على إثبات الأيات لنبي محمد صلى الله عليه وسلم كما فى قوله سبحانه وتعالى : ﴿ وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ [5] أي : وإن ير المشركون دليلا وبرهانًا على صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يُعرضوا عن الإيمان به وتصديقه مكذبين منكرين, ويقولوا بعد ظهور الدليل: هذا سحر باطل ذاهب مضمحل لا دوام له[6] .
 وأعظم آية لنبي محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن وليس فقط أعظم آيات النبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بل جميع الأنبياء على ما أتوا به من الآيات واختلافها وتنوعها أعظم آياتهم هـذا الكتاب المبين؛ ولذلك قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( ما من نبيِّ من الأنبياء إلا وأوتي ما على مثله آمن البشر، وكان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً )) [7] و في الحديث دلالة على أن أعظم آيات الأنبياء هي آية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه رجا بهذه الآية أن يكون أكثرهم تابعاً، وكثرة الأتباع إنما تكون ناشئة عن عظم الآية التي رأوها وأتي إليهم بها، وآية محمد صلى الله عليه وسلم القرآن هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو آية مستمرة، بخلاف سائر آيات الأنبياء فإنها آيات مؤقتة وفي مكان محدد، فهي محدودة في المكان والزمان، أما القرآن فهو آية على مرّ العصور وعلى اختلاف الأزمان وعلى اختلاف الأماكن أيضاً، فهو آية عظيمة مستمرة باهرة، ولذلك كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر الأنبياء تابعاً .





[1] - الإسراء الآية 59
[2] - التفسير الميسر
[3] - الإسراء الآية 90 - 93
[4] - متى إصحاح 8 عدد 11
[5] - القمر الآية 2
[6] - التفسير الميسر
[7] - رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق