شبهة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرسل لأهل الكتاب و دحضها
ادعى أهل الكتاب أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يرسل إليهم محتجين بقوله تعالى : ﴿ و َمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ و قوله تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾ و قوله تعالى : ﴿ و َأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ ، والجواب على ذلك هو الفرق بين قوله سبحانه و تعالى : ﴿ و َمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ ﴾ و بين قوله : ( وما أرسلنا من رسول إلا لقومه ) فالقول الثاني هو المفيد لاختصاص الرسالة بهم ، لا الأول ، وفرق بين قوله تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ ﴾ وبين قوله : ( هو الذي بعث في الأميين رسولا لهم ) و فالقول الثاني هو المفيد لاختصاص الرسالة بهم ، لا الأول ، وفرق بين قوله تعالى : ﴿ و َأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ و بين قوله : ( و لا تنذر إلا عشيرتك الأقربين ) فالقول الثاني هو المفيد لاختصاص الرسالة بهم ، لا الأول ، و القرآن مملوء بدعوتهم وأمره لهم بالإيمان به واتباعه بل وبعموم رسالته إلى جميع الناس بل وإلى الجن والإنس وليس فيه قط أنه لم يرسل إلى أهل الكتاب بل فيه التصريح بدعوة أهل الكتاب في غير موضع كقوله تعالى : ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ و في القرآن التصريح بعموم رسالته لجميع الناس كقوله تعالى : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ أي : وما أرسلناك -أيها الرسول- إلا للناس أجمعين مبشرًا بثواب الله, ومنذرًا عقابه, ولكن أكثر الناس لا يعلمون الحق, فهم معرضون عنه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق